صور | العودة إلى قرى فلسطين المهجّرة

بقايا من قرية قيرة المهجّرة، قضاء حيفا، ومن خلفها تظهر مستوطنة يوكنعام عيليت. تصوير أحمد البظ.

صور | العودة إلى قرى فلسطين المهجّرة

الأحد 19 أيار 2024

خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، استطعتُ عبور الجدار الإسرائيلي الفاصل نحو الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948. وكمصور فوتوغرافي يسكن الضفة الغربية أساسًا، انتهزت تلك الفرصة لتحقيق رغبة راودتني منذ سنوات طويلة، وهي زيارة قرى فلسطين المهجّرة، التي دمرتها الحركة الصهيونية إبان النكبة، وتوثيق حالها التي صارت عليه اليوم، مع التوسع المتزايد للمستوطنات الإسرائيلية المبنية على أنقاضها.

جسدت نكبة عام 1948 نتيجة لتطلعات حركة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني باقتلاع السكان العرب الفلسطينيين من أرضهم ونزع ملكيتهم، لإقامة «إسرائيل» كدولة ذات أغلبية يهودية. لقد خسرت فلسطين قرابة نصف قراها ومدنها بعد النكبة، والتي هُجر سكانها، ودُمر معظمها، لمنع اللاجئين من العودة إليها. تحول أكثر من نصف سكان فلسطين آنذاك إلى لاجئين، وهم -وعائلاتهم- ممنوعون من العودة حتى اللحظة.

دمرت الحركة الصهيونية ما لا يقل عن 530 قرية وبلدة وحي مدني فلسطيني. مدينة يافا ومحيطها مثلًا، والتي كانت موطنًا لنحو 120 ألف فلسطيني عام 1948، فقدت 117 ألفا من سكانها خلال النكبة (98% من سكانها الفلسطينيين).[1] أقيمت أجزاء من مستوطنة تل أبيب على أحياء مدمرة تابعة لمدينة يافا وبعض القرى المحيطة بها. ولم يكن مصير مدينة حيفا مختلفًا، إذ خسرت نحو 70 ألفًا من سكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 73 ألفا آنذاك (95% من سكانها الفلسطينيين). 

شيدت مئات المستوطنات الإسرائيلية على أنقاض القرى الفلسطينية المدمرة، أو بجوارها، أو ضمن نطاق أراضيها على الأقل. لكن آلاف المباني الفلسطينية ما تزال واقفة حتى اليوم داخل المستوطنات، أو في محيطها، بل ويستعمل المستوطنون بعضًا منها. فما الذي أتى بمسجد مغلق أو كنيسة مهجورة وسط مستوطنة يهودية لا يعيش بها مسلمون ولا مسيحيون؟ لقد شاهدت كمصور مساجد تستعمل كحظائر للحيوانات، ومقابر محاطة بأسلاك كهربائية، ومنازل فلسطينية تحولت إلى نزلٍ للفنانين، وهي بعض قليل من شواهد النهب التي يمكن للجائل ملاحظتها اليوم.

لا ينبغي النظر إلى الصور الفوتوغرافية، أو ملف النكبة بشكل عام، على أنها قصص من الماضي، بل هي حاضر مستمر، طالما أن اللاجئين الفلسطينيين مجبرون على البقاء كلاجئين، وطالما استمر الاستعمار الإسرائيلي بمنعهم من العودة، في حين يُسمح لأي شخص يهودي من جميع أنحاء العالم بالاستيطان في البلاد، ونيل المواطنة والحقوق الكاملة. ينبغي الحديث عن نكبة عام 1948 بصيغة المضارع طالما أن التهجير القسري لا يزال يهدد مئات الآلاف من الفلسطينيين حتى اليوم، سواء في الضفة الغربية، أو في الداخل المحتل، إضافة إلى غالبية سكان قطاع غزة، الذين يواجهون حرب إبادة، علمًا بأن 80% من سكان قطاع غزة هم لاجئون من أكثر من 190 قرية ومدينة مهجرة، محصورون في مساحة 1% من فلسطين الانتدابية، وممنوعون من العودة إلى ديارهم.

مسجد في قرية زرنوقة المهجّرة، قضاء الرملة، بات اليوم داخل مستوطنة رحوفوت.

مقبرة قرية البروة المهجّرة، قضاء عكا، وفي الخلفية تظهر مستوطنة بار ليف الصناعية.

مقبرة قرية الدامون المهجّرة، قضاء عكا، وفي الخلفية تظهر مستوطنة بار ليف الصناعية.

كنيسة مدمرة في قرية البصّة المهجّرة، قضاء عكا. معظم سكان البصّة اليوم لاجئون في مخيمات لبنان.

كنيسة مدمرة في قرية البصّة المهجّرة، قضاء عكا. معظم سكان البصّة اليوم لاجئون في مخيمات لبنان.

قرية الجورة المهجّرة، قضاء القدس. يستخدم مزارعون إسرائيليون بعض أراضي القرية اليوم.

قرية النبي روبين المهجّرة، قضاء الرملة. كانت القرية تستضيف مهرجانًا دينيًا واجتماعيًا سنويًا شهيرًا قبل عام 1948.

صف دراسي في مدرسة ابتدائية في قرية الصالحية المهجّرة في الجليل الأعلى، قضاء صفد.

مسجد قرية السميرية المهجّرة، قضاء عكا. مدخل المسجد مغلق ولا يمكن الدخول إليه.

مقام من بقايا قرية الطنطورة المهجّرة، قضاء حيفا، يقع اليوم وسط مستوطنة دور. بعد احتلالها، وقعت في القرية مجزرة طمست لعقود بعد دفن الشهداء في مقبرة مجهولة على الشاطئ.

مبانٍ إسرائيلية من مستوطنة طيرات هاكارمل تطل على مقبرة فلسطينية تتبع لقرية الطيرة المهجّرة، قضاء حيفا.

مقام إسلامي من بقايا قرية الطيرة المهجّرة، قضاء حيفا. تظهر مستوطنة طيرات هاكارمل في الخلفية.

قرية بلد الشيخ المهجّرة، قضاء حيفا. تخطط شركات إسرائيلية لمحو أجزاء من مقبرة القرية الباقية.

مقام في قرية بشيت المهجّرة، قضاء الرملة. أقيمت مستوطنة أسيرت في موقع القرية.

مسجد قرية بيت محسير المهجّرة، قضاء القدس. المسجد مغلق بباب حديدي.

كنيسة مغلقة ومحاطة بالأسوار كانت تتبع لقرية المجيدل المهجّرة قضاء الناصرة، وأصبحت اليوم وسط مستوطنة مجدال هعيمق.

أنقاض قرية بيت نتيف المهجّرة، قضاء الخليل. وفي الخلفية تظهر مستوطنة بيت شيمش.

أطلال قرية بيارات حنون الزراعية المهجّرة، قضاء طولكرم. في الخلفية يظهر ملعب مستوطنة نتانيا.

«الدخول ممنوع. انتهك على مسؤولية الخاصة»، تقول لافتة عبرية معلقة على سياج حول مقبرة بلدة بيسان المهجّرة، في غور الأردن.

أنقاض قرية دلاتة المهجّرة، قضاء صفد. وفي الخلفية تظهر مستوطنة دالتون.

منزل فلسطيني في قرية إجزم المهجّرة، قضاء حيفا. وخلفه تظهر وحدة سكنية من مستوطنة كيرم محارال.

مدرسة ابتدائية في قرية إسدود المهجّرة، قضاء غزة، التي بنيت قربها مستوطنة أشدود. لجأ معظم سكان القرية إلى قطاع غزة.

أنقاض قرية كفر عانة المهجّرة، قضاء يافا. بنيت مستوطنة أور يهودا على أجزاء من القرية.

مسجد قرية كوفخة المهجّرة، قضاء غزة، الذي تحول لإسطبل ومخزن للعلف وسط مزرعة خاصة لمستوطن.

أنقاض قرية معلول المهجّرة، قضاء الناصرة، وسط غابة زرعها الصندوق القومي اليهودي لتغطية موقع البلدة المدمرة.

مسجد حسن بك في حي المنشية المدمر في يافا، الذي أصبح جزءًا من مستوطنة تل أبيب.

حي فلسطيني مهجّر في مدينة حيفا. في الخلفية تظهر حاويات الشحن في ميناء المدينة.

مقام في قرية النبي ذاري المهجّرة، قضاء الرملة. ويظهر في الخلفية الطريق السريع الإسرائيلي رقم 6.

بقايا مقام ومسجد في قرية النبي يوشع المهجّرة، قضاء صفد.

بقايا من قرية قيرة المهجّرة، قضاء حيفا، ومن خلفها تظهر مستوطنة يوكنعام عيليت.

بقايا بلدة طبريا المهجّرة، التي تقع على ضفاف بحيرة طبريا.

أطلال في موقع قرية عوجا الحفير، قضاء بئر السبع. كان في القرية في السابق محطة قطار حيوية جنوب فلسطين.


 [1]. «يافا: رسائل في ظلال النكبة»، عبد القادر سطل، 2018.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية