فوانيس أم إبراهيم

عائلة تضيء شوارع السيدة زينب في رمضان

فوانيس أم إبراهيم

الأحد 19 حزيران 2016

في ميدان السيدة زينب بالقاهرة، تنصب سرادقات ضخمة لبيع الفوانيس كل عام، حينها تعرف أنك على بعد أيام من شهر رمضان. لكن هذا المشهد الذي ميّز القاهرة طويلًا، اختلف خلال الأعوام الماضية، فتبدلت سرادقات بيع الفوانيس المصرية المعتادة أو المعروفه بفانوس «أبو شمعة» أو «فانوس فاروق»، نسبة إلى الملك فاروق، بألعاب صينية تنوّعت أشكالها ويطلق عليها أيضًا اسم فانوس رمضان.

احتد الصراع بين صانعي الفوانيس ومستوردي الألعاب إلى أن فصل فيه قرار وزير الصناعة والتجارة منذ عامين، فقرر منع استيراد فوانيس رمضان في خطوة من شأنها تشجيع الصناعة المحلية العريقة.

كان السؤال من أين تأتي كل هذه الفوانيس؟ تنوّعت إجابات أصحاب السرادقات والعاملين فيها بين اسمين أو ثلاثة لورش محلية، جذبني من بينها الاسم الأشهر في الصناعة، وهو «أم إبراهيم»، ويرجع تميّز فانوس أم إبراهيم إلى أنّه الوحيد الذي يشبه فانوس فاروق الأول أبو شمعة.

داخل شارع صغير متفرع من شارع السد في منطقة السيدة زينب كانت ورشة أم إبراهيم لصناعة الفوانيس، والتي كانت في السابق تعمل طوال العام لتلبّي طلبيات المشترين من التجار، إذ كان الطلب كبيرًا، لكن كما يصف سيد إبراهيم «الطلب قلّ مع السنين، ومع ظهور الفوانيس الصيني اللي بتغني وبترقص ساعات».

ثلاثة أجيال من أبناء أم إبراهيم يعملون على قدم وساق داخل هذا الشارع الصغير الذي يتوسط منازلهم، يجتمع الأبناء والأحفاد كل سنة، قبيل قدوم شهر رمضان بشهر أو أكثر بقليل، لإحياء ذكرى فانوس أم إبراهيم وإعادة تشغيل أقدم مصنع فوانيس في القاهرة.

أكوام من الصفيح والزجاج الملوّن بآيات قرآنية أو عبارات دينية ومكابس تحيط بالأحفاد والأبناء الذين يقسّمون مراحل العمل بينهم، في الشهر الذي يسبق شهر رمضان، لينتهوا من الطلبيات القليلة نسبيًا التي تأتيهم من التجار. الهدف الأساسي من إعاده تشغيل الورشة هو أن يظل اسم أم إبراهيم في السوق كما يقول فرغلي «كل واحد فينا بيشتغل في صنعة مختلفة، والحياة دلوقتي بتمشي بسرعة، مينفعش نفضل طول السنة نعمل فوانيس محدش هيشتريها، فهو شهر كفاية عشان يفضل الفانوس الصاج أبو شمعة موجود».

Lanterns - Sabry Khaled_1
محمد أكبر الأحفاد، يتمنى أن يظل الاسم والفانوس موجودًا دائمًا فهي أفضل وظيفة في العالم بالنسبة له.
Lanterns - Sabry Khaled_2
الصفيح والزجاج المستخدم في صناعة الفوانيس.
Lanterns - Sabry Khaled_3
فرغلي أثناء استراحة لعمل كوب شاي وسيجارة، يعمل الجميع في الورشة من الصباح الباكر حتى صلاة العشاء.
Lanterns - Sabry Khaled_5
يتم تقسيم العمل على مراحل بين العاملين في الورشة فلا يدخل بينهم غريب عن العائلة، ويقسم الجميع على حسب الاحتياج إلى أجزاء معينة من الفانوس، في الصورة ينقل أحمد، أحد الأحفاد، القواعد التي تم الانتهاء منها إلى الشارع حتى يتم أخذها إلى المرحلة الأخرى.
Lanterns - Sabry Khaled_7
فرغلي يكمل مرحلة التطريز بالدق على الصفيح أيضًا.
Lanterns - Sabry Khaled_8
آلة كبس أخرى يعمل عليها عامر، أصغر أبناء أم إبراهيم.
Lanterns - Sabry Khaled_10
دمج الزجاج بالصفيح.
Lanterns - Sabry Khaled_12
أحمد في مرحلة دمج الصفيح بالزجاج الملوّن المكون لجوانب الفانوس.
Lanterns - Sabry Khaled_15
ينقل العاملون في الورشة أسرارها للجيل الأصغر. بعد الانتهاء من امتحانات المرحله الابتدائية، يحصل الصغار على مبالغ رمزية كتشجيع لهم على حب الصناعة والحفاظ عليها من الزوال.
Lanterns - Sabry Khaled_16
حارة أم إبراهيم التي تعمل مثل خلية النحل في الشهر الذي يسبق رمضان.
Lanterns - Sabry Khaled_17
حمدي الأصغر سنًا في الورشة، ويبلغ من العمر تسع سنوات.
Lanterns - Sabry Khaled_18
منظر عامّ للورشة.
Lanterns - Sabry Khaled_25
أحمد في استراحة شاي يصنعه على نفس الشعلة التي يعمل عليها.
Lanterns - Sabry Khaled_30
العمل بالورشة أحيانًا يصل الليل بالنهار خصوصًا عندما يقترب تسليم الطلبية.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية