أصوات أردنية حرة: أوجُه إصلاح

الأربعاء 23 آذار 2011

رصد: حبر

“يجب أن نتوقف من تمكين البيروقراطيين في مجتمعنا ان أردنا أن نصبح القدوة والمثال الذي وعدنا به انفسنا، و العالم،” هذا كان موقف رامي مما يسمى بلجنة الحوار الوطني المسؤولة عن قيادة أجندة الإصلاح في مستقبل الأردن القريب. رسالة وجهها رامي الى الملك عبدالله في ظل الخبر عن لقائه بمجموعة من الشباب لحثهم على المشاركة في عملية الإصلاح. و لكن، في هذه اللجنة “رجال في آخر العمر، لا يدركون سبل العالم الجديد ولم يحققوا أية تغيير عندما سنحت لهم الفرصة. كيف تُمثل إمرأتان في هذا الحشد من الرجال مجتمع تفوق فيه النساء عدد الرجال”. يعتقد رامي أن الملك و الشباب يقفون على نفس الصف في المعركة ضد الركود الذي سببه ديكتاتوريون يقطنون في جميع مستويات الحكم، يطلقون “الخيانة” على من يدعون للإصلاح و يضيقون على المدونين لإبدائهم آراءهم، و لهذا “نحتاج الى نكون طرفا في التغيير الذي تطمح [بالإشارة الى الملك] و نطمح اليه”.

“هل لديكم أدنى فكرة عن كيفية الخروج من هذا الوضع الشائك؟” كان سؤال باتر لكل من هو منهمك في الحوار السياسي حول الإصلاح في الأردن في الإشارة الى الأزمة التي تمر بها الأردن بعد توقف نقل  الغاز الطبيعي من مصر جراء الانفجار الذي وقع على الأنابيب الناقلة للغاز في سيناء في خِضم أحداث الثورة. فعندما تكون 80٪ من الكهرباء التي يحصل عليها الأردنيون مولدة بواسطة الغاز الطبيعي المستورد من مصر بنصف سعر السوق، يكلف هذا الإنقطاع 2.2 مليون دينارا يوميا حيث لجأت الأردن الى الوقود كبديل. كانت تكلفة 34 يوما من الإنقطاع 75 مليون دينار، و تستمر في التصاعد.  بالنسبة لباتر ،”من المدهش أن يتحدث الناس عن الملكية الدستورية، وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، ومحاربة الفساد، والوطن البديل، و منح الدولة أراضي للعشائر، وتأميم المؤسسات التي تمت خصخصتها، دون الاعتراف بما لدينا من مشاكل خطيرة في مجال الطاقة والمياه”.

يأخذنا محمد الى دور الإعلام في عملية الإصلاح، و خصوصا دور محرري المواقع الإلكترونية في ضبط لغة الحوار على مواقعهم حتى لا تثير نعرات تزعزع الوحدة الوطنية  مشيرا الى التعليقات على خبر اتهام مواطن اردني بالتجسس لحساب إسرائيل على ثورة شباب مصر على أحد المواقع الإلكترونية.  “لم يكد الخبر ينزل على الصفحة حتى انهالت التعليقات تطالب باسم المتهم الرباعي، او تؤكد بانه “ليس اردني الاصل”. وكأننا من جنس الملائكة مثلا، أو كأننا لسنا مجتمعا فينا الصالح والطالح…”. بالنسبة لمحمد كان لهذه التعليقات حس عنصري مثير “للكراهية والحقد بين الناس” فيتساءل عن “المسؤولية الإجتماعية” لمحرري الموقع،  “فلماذا يتعاملون معها [التعليقات] بازدواجية واضحة وخاصة فيما يتعلق بموضوع “الوحدة الوطنية”؟”

أما يوم 13 آذار لم يكن يوم عادياً في الفضاء الأردني  الإلكتروني، فهو اليوم االثالث للتدوين عن الأردن. كتب المدونون في ذالك اليوم عن حرية الإعلام، مجلس النواب، التعليم، الإبداع في الأردن و مناخه. و قد قامت مياسي و قويدر برصد ما شاركت به بعض المدونات .

و مما يجري في الأردن أيضا، أن تصل الى الجامعة الأردنية لتجد فتاه تلوح ب”شفرة” صدئة ، مهددة بالإنتحار و صارخة بأعلى صوتها بأنها ستقطع رسغيها و تملأ المكان بالدماء. في البداية كانت رين قلقة من أن تأذي الفتاه نفسها، و لكنها تذكرت ما قرأته يوما عن أن ٧٠٪ من المهددين بالإنتحار إن لم يقتلوا أنفسهم في ذات اللحظة ، فإنهم لن يقوموا بذلك.  “أرادت أن توصل رسالة للناس و لكني لم أفهم ما هي… تحدثت عن المساجين، حرية التعبير في الأردن، عن تأخر موعد تخرجها.” و لكن ما أنفذ صبر رين قول الفتاه بأن “ذالك التونسي ليس أفضل مني” بالإشارة الى محمد بو عزيزي ، حيث لم تكن هناك مجال للمقارنة بالنسبة لرين فهذه الفتاة “أرادت أن تحل مشاكلها بطريقة سهلة.”

تهدف اصوات أردنية حرة إلى إلقاء الضوء على بعض مما يكتبه المدونون الأردنيون في فضاءات الإنترنت باللغتين العربية و الإنجليزية  ليصل صدى أصواتهم إلى مسافات أبعد.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية