أصوات أردنية حرة: ثورات

الخميس 03 شباط 2011

رصد: حبر

ثارت مدونات الأردنيين مع ثورات مصر و تونس . فكانت أولى ذكريات ربى الثورية في عام ١٩٩٠، عندما قررت مجموعة من النساء الإعتصام العلني ضد الحظرالقائم على قيادة النساء للسيارات، فقاموا بقيادة سياراتهم في موكب حول مدينة الرياض. “أذكر الحماس الذي أصابني حينها و ما أمّلتنا به أمي عن إمكانية القيادة بنا في السنوات القادمة. و لكن النساء دفعن ثمنا باهضا نتيجة لأفعالهن…و بعد عقدين من الزمن، يستمر الحظر”. كبرت ربى في عالم “المستحيلات” الذي لم يتم فيه تسجيل أي نوع من النصر أسياسيا كان أم اجتماعيا٫ ثقافيا أو حتى رياضيا. فشاهدت أحداث تونس بشكوك كبيرة.  لم يكن الأمر كذالك في متابعتها لأحداث مصر حيث “أن شعب تونس أثبت أن هناك أشياء ممكنة حتى في وطننا العربي.” أما ندى، فلا تدري إن كانت هذه الثورات ستجلب أي تغيير،  فالوقت هو أكبر برهان، و لكنها أثبتت أن مبادرة شخص واحد قدرت على “إحداث فرق” في الوطن العربي. فتونسي محبط استطاع آن يبدأ حراك شعبي امتد في قارتين .

الثورة ” لم تأت من تجمعات/تظاهرات طلابية “ما”، و لا بمساندة بطل ديمقراطيّ خارجيّ، لم تتمخض من رحم معاناة اقتصادية الملامح فقط، بل كان الدافع الأساس لها الشعور بالقهر”. يقول هيثم وآسفا بأنها لم تكن نتاج تحركات حزبية لأنه و بكل بساطة لم يصل الوطن العربي الى هذا “الترف” ، و لكن يتسائل اذا كان يجب آن نخاف من أن يضيع هذا التغيير المشع بقدوم “نفعيين …“جماعات؟” يتحيّنون الفرصة الملائمة لركوب الموجة و “قطف ثمار لم تنضج بعد”؟.

حضرت الثورات الفرنسية  أيضا في مدونات الأردنيين . “فمثلما تمكنت ثورة الطلاب عام ١٩٦٨ من زعزعة طاولة الحاكم ديغول الخامس في فرنسا و إجباره على الرحيل وحل البرلمان و المنادى بانتخابات جديدة”،  تمكنت ثورة تونس من طرد بن علي. و يعتقد عمار أيضا أنه مثلما نقل الطلاب الفرنسيين عدوى الثورة الى باقي أنحاء العالم، امتدت ثورة تونس الى مصر و انحاء أخرى من العالم العربي.  تستذكر نور هذه الحادثة التي وقعت خلال الثورة الفرنسية، بعد وقت قصير من سقوط الباستيل عندما  “سأل الملك الفرنسي لويس السادس عشر دوق “هل هذا تمرد؟” فرد الدوق ردا سيظل خالدا: “لا يا سيدي، إنها ثورة””.

MOHAMMED ABED/AFP/Getty Images

من أرض مصر و تونس الى الأردن في مظاهرات الدعم و التأييد . “كيف تهتفون للثورة ضد ديكتاتور، برفع صور لمجرم ووالد الديكتاتورية العربية؟” سأل أحد المعلقين على مدونة دي التي نقلت فيها صور لإعتصام أمام السفارة المصرية في عمان.  ذكرت رفع بعض المعتصمين لصور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فيستغرب المعلق لأن عبد الناصر”جاء  للسلطة من خلال انقلاب، و منع الأحزاب السياسية، أنشأ نظام الحزب الواحد الديكتاتوري وسجن وعذب، وأعدم و اغتال الملايين من المصريين و الآلاف من الأدباء ورجال الدين والسياسيين؟”

بعد أن حضر الإعتصام ذاته،  استحضر محمد كتاب توفيق الحكيم الجدلي “عودة الوعي”، “حيث انتقد فيه [الكاتب] نفسه لانسياقه خلف “ثورة يوليو”، اي ثورة عبد الناصر، التي اعتبرها، لحظة غاب فيها الشعب المصري عن الوعي”. في ظل هذا الكتاب، و على الرغم من أنه ركب “قطار الثورة”، يدعوا محمد الجماهير للتعقل و عدم الإنسياق وراء لحظة عاطفية  مثلما كاد آن ينسى نفسه و ينساق بحماس مع هتافات “القطيع” في الإعتصام. حيث أن “للثورات شروط يجب ان تتحقق وإلا تحولت لفوضى وحروب اهلية ودمار…الفيسبوك ليس فولتير ولا حتى روبسبير ولا هو كرومويل ولا كارل ماركس ولا سارتر او تشي غيفارا ولا احمد عرابي وسعد زغلول…الخ….ومصر والاردن واليمن والعراق والمغرب وسوريا واي دولة اخرى، ليست تونس…!”.

تهدف اصوات أردنية حرة إلى القاء الضوء على بعض مما يكتبه المدونون الأردنيون في فضاءات الإنترنت باللغتين العربية و الإنجليزية  ليصل صدى أصواتهما إلى مسافات أبعد.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية