أصوات أردنية حرة: مباراة و هوية

الإثنين 13 كانون الأول 2010

رصد: حبر

لم تتبع المدونات تيار الإعلام السائد في تغطيتها الخجولة للأحداث العنيفة التي حصلت بعد مباراة الوحدات و الفيصلي في القويسمة يوم الجمعة الموافق ١٠-١٢-٢٠١٠. فبالمقارنة مع الجرائد بدء المدونون يوم السبت بإطلاق أصواتهم، مشاركين الصور، و ملفات الفيديو التي التقطت من الستاد،  طارحين أسئلة لا تتناول فقط حقيقة ما حدث بين مشجعي الفريقين و الدرك، و لكن المسببات الإجتماعية، و السياسية المتراكمة التي أدت ، وما زالت تؤدي، الى إشعال فتيل مثل هذا العنف في مباريات الفريقين.

شاركت بتقرير الجزيرة عن الحدث، و قطعت شادن “تعهدها الضمني” بعدم الكتابة بالسياسة لأنها لم تستطع السكوت على”مدى الظلم الذي وقع على فئة مستضعفة من المواطنين الأردنيين” و خصوصا بعد محاولة بعضهم “تكنيسه تحت السجادة”. هذا الظلم لم ينشأ بين ليلة و ضحاها، و هو بعيد كل البعد آن يكون بسبب كرة قدم بالنسبة لمحمد. “ما جرى امس، وقبله في مدينة الزرقاء التي تناولتها برقية “السفارة الاميركية”،وقبلها في استاد مدينة الحسين، يكشف بكل وضوح مدى التعبئة العنصرية البغيضة… فالمسألة لم تعد رياضية مطلقا، بل سياسية بحتة”. هذه العنصرية تراكمية، بالنسبة للمحمد،  و لن تستطيع لجان التحقيق أن توقف استمرارها، ” وان كانت مطلوبة بشدة، انما تحل بوقف الاقليمية البغيضة التي تروجها النخب الفاسدة”. تضاربت مواقف المعلقين فكان تعليق أحدهم أنه ” في حادثة القويسمة لم تكن هي [العنصرية] الأساس فقوات الدرك ينقصها الإنضباط وسبق وأن اعتدت على المواطنين من كافة الأصول والمنابت”.

“لقوات الدرك سوابق في استعمال العنف لفض مظاهرة أو تجمّع أو أعمال عنف، كما أن لهم سوابقاً أيضاً في التصرّف الفرديّ دون تلقي أوامر من رؤسائهم، فهل قامت هذه القوات فعلاً بتجاوز حدودها هذه المرة أيضاً؟” يتسائل أسامة مستندا الى ما انتشر في الإعلام. و لكنه يشكك في فيديو قناة الجزيرة الذي لم يظهر أحداث ما قبل هجوم الدرك على الجمهور، “من المرجّح أنّ قيام “الجزيرة” بتحميل مسؤولية أعمال العنف هذه للدرك، يأتي انتقاماً لاعتداء الدرك بالضرب على مراسلها “ياسر أبو هلالة” العام الماضي”.

لا تهتم بالمسببات، أو على من يقع اللوم، و من بدأ بضرب الآخر. كل ما تهتم به مجد هو أن طفلا، و قد نشرت صورته بإصابات بليغة على مدونتها، أصبح بهذا الشكل بسبب مباراة كرة قدم. “لم أتخيل أن يكون الناس على هذا القدر من الجهل إلا بعد متابعة ما حصل بالأمس”.

أما جاراد يناشد الحكومة الأردنية بأن تكون أكثر شفافية في نشر نتائج تحقيق العنف الحاصل ، لكي لا يوصف الأردن بالتمييز ضد الفلسطينيين في وسائل الإعلام الدولية  مشيرا الى مقال الصحفي جمال حلبي في ال Associated Press الذي تناقلته الصحف الدولية بسرعة و منها الواشنطن بوست و الذي فيه الكثير من الأغاليط، كما يصفها جاراد. “يوصف الأردن دائما كبلد مقسم لقسمين: العشائر الأردنية و الأردنيين من الأصل الفلسطيني و كل هذا بسبب اخفاق الحكومة بالتحدث عن هذه المواضيع بصراحة…معتقدين آن المشكلة تختفي إن لم يتم تناولها”

يدعو نسيم الى وضع الأحداث بإطارها الأكبر و بدء حوار وطني عن موضوع و أزمة الهوية الأردنية. “إذا كان هناك أي وقت مناسب لفك سلاسل المحرمات عن الهوية فهذه هي اللحظة المناسبة…فهذه المسألة ، هذا الحديث الصامت هو موجة متصاعدة في المحيط ليست قادرة على شيء سوى الدمار الهائل. وفي نهاية اليوم ، فإنه يقع على عاتق الدولة اتخاذ إجراءات وعلى قيادتنا أن..تقود…ليس بالشعارات…بل بالإعتراف الصريح و الحوار.”

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية