هو في ايه؟ الموضوع بسيط

الإثنين 08 تشرين الثاني 2010

بقلم رزان العموش

قبل أسبوعين ذهبنا أنا و زميلي في مؤسسة رواد التنمية ضياء البس في جولة تصويرية لإجراء بعض اللقاءات مع بعض المرشحين و تصوير المقرات الانتخابية كنوع  من أنواع المشاركة في الانتخابات و لكن على طريقتنا الخاصة، كان الهدف منها بسيط:

سؤال المرشح عن أول قانون سيسعى لاصداره حال وصوله للمجلس و سؤال مؤازريه عن سبب إيمانهم به كممثل عنهم. و لأن صديقي ضياء كما نصفه دائم (خبير طرق) فقد رسم لنا خريطة للانتقال بين اربع مقرات انتخابية بتكلفة دينار واحد فقط، ربما ليس فقط من (شطارة ضياء بالطرق) بل بسبب كثرة عدد المرشحين لدرجة انه للحظة فكرت “طيب ازا كل هدول مرشحين .. مين رح يصوت؟؟”

نقطة البدء كان المرشح (س) والذي نأمل الله عز وجل أن يبقى من المرشحين فقط ليس أكثر. بدأنا بالحديث معه فقد كنا متحمسين (نظرا لأننا كنا ببداية الجولة و كانت لدينا آمال للأسف تحولت من جبل الى تلة.. أو كوصف أدق “هضبة” بعد ما انتهت الجولة)..عندما سألناه ما هو أول قانون سيعمل على اصداره كانت إجاباته إجابات عامة وقيمة لكن للأسف بتجاوب كل الأسئلة ما عدا السؤال الذي سألناه إياه!

أليس من المشين أن يكون في مجلس النيابي الذي يمثل السلطة التشريعية شخص لا يستطيع استيعاب سؤال بسيط يجب أن يكون من اختصاصه؟؟ (السؤال الذي تبادر الى ذهني و أنا عم بسأله طب اذا مش عارف يجاوب على هيك سؤال ليش نزل عالانتخابات؟؟)

و السيناريو الأسوأ كان عندما قرر مدير حملته أن (يغششه وشوشه بالجواب) السؤال الذي تبادر الى ذهننا فورا “طب ليش ما هو نزل بداله؟؟”

يا جماعة .. هو في ايه ؟؟ الموضوع بسيط !!

و من ثم انتقلنا – سيرا على الأقدام الى جار المرشح (س) – لنقابل المرشح (ص) الذي هو مرشح عن أحد الأحزاب في الأردن. لفرط ما قام مساعدوه بسؤالنا شعرت للحظة انني في نقطة تفتيش و كأنني انتقلت من حدود بلد الى حدو بلد آخر (يمكن حتى عالحدود الأمور بتكون أسهل )!! انهالت علينا الأسئلة من كل صوب “مين انتو؟ شو بتعملو؟ أعطونا هوياتكم؟ مين حبر؟ مين المسؤول عنكم؟ أي جهة تابعين؟ أعطونا أرقام تلفوناتكم. شو رح تسألو ؟؟ و ليش؟؟ و..  و.. و..؟؟؟ للحظة شعرنا انه يمكن نسيو يفتشونا أو يحطونا على أجهزة الكذب ليتأكدوا من صحة المعلومات الي كنا بنعطيهم اياها!

يا جماعة ..هو في ايه ؟؟ الموضوع بسيط !!

و على الرغم من هذه الحرص إلا أننا لم نستطع غير ان نغفر لهم (البهدلة اللي اتبهدلناها بالأول) وذلك لشعورنا بعد ما تحدثنا مع المرشح انه شخص فهمان كتير فقد كان مثقفا يتكلم عن المجلس بوعي. تحدث عن قوانين مهمة في القوانين المؤقتة سيعمل على تعديلها. أبدى حماسا من شخص متعلم يدرك مسؤولياته كممثل حزب في مجلس النواب.

تابعنا جولتنا للمرشح (ع) الذي هو مرشح سابق و معروف بجرأته (أو هكذا تأملنا) فور ما سمع أننا (بدنا نصور) تأسف عن عمل اللقاء -الذي لن يتجاوز الخمس دقائق- مبررا أنه مريض!! وكأن الإجابة عن سؤالنا “البسيط” يتطلب الكثير من الجهد و صرف الطاقة!

يا جماعة ..هو في ايه؟؟ الموضوع بسيط !!

تابعنا جولتنا لكن هذه المرة كان المقر أبعد – يمكن مش كتير بس عالأقل مش جيران – كانت الخاتمة المرشحة (هـ) الذي فور سماعها أننا (سننشرهذا التقرير على موقع حبر دوت كوم ) رفضت لأنها لا تريد صحافة…و كأننا المجلة الفلانية أو الجريدة العلانية أو ربما فضائية ما تقوم سمعتها على ال(خبطات الصحفية)و استخدام الأخبار الصفراء للحصول على ضجة!!
يا جماعة ..هو في ايه؟؟ الموضوع بسيط !!

للاسف كانت جولتنا –محبطة بعض الشيء- فمدير الحملة و ليس المرشح نفسه في أغلب المقرات التي زرناها كان هو من يقرر لا المرشح نفسه. و كنا نتساءل أين القيادية التي يجب أن يتمتع بها المرشح الذي سيشارك بصياغة و صنع قرارات مهمة تؤثربحياة الملايين. مقرات أخرى كان فيها النزعة الطبقية. اذن أين المساواة و العدالة للجميع الذي يطالب بها جميع المرشحين في حملاتهم ؟..ناهيك عن الخوف من الصحافة و من الانترنت والسؤال أين اذن الحريات و الجرأة والديمقراطية التي تملأ اليافطات في الشوارع و الذي يؤمن بها الجميع؟؟!!

لكن و لأننا شباب نؤمن بالايجابية متأملين أن يصل الى المجلس من يستحقه فعلا لنستطيع الوصول الى الأهداف المنشودة من الارتقاء بالفرد و تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالأردن، لن نعمم هذه التجربة و نتأمل انه لابد من وجود مرشحين مثقفين غيورين على مصلحة هذا البلد في مقرات أخرى و ان شاء الله سنصادفهم في رحلة تصويرة أخرى .. صار بدها خريطة جديدة يا ضياء….

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية