الأردن والعنصرية لا يجتمعان: نعم أنا عنصري

الإثنين 20 تموز 2009

jordanflag


بقلم: معتز العواملة


الأصول والأعراق والأديان من المواضيع المحظورة بالأردن على مستوى الحكومة والمؤسسة والاعلام وحتى الافراد،على الأقل بالمستوى الأختلافي وهنا أتكلم عن جماعات مختلفة الأصول والأديان فهو من غير المقبول أن تتكلم بالعنصرية أمام من يختلف عنك بالأصل الا أنه من المسموح لك ان تتكلم بها بغياب من هو مختلف عنك، ويبدأ الأختلاف ببلد الأصل وصولا الى العشيرة والفخذ والحارة. الاأنني سأتكلم بمنتهى الصراحة عن العنصرية والتشدد الى الأصول والله والوطن من وراء القصيد ولن أجامل في هذه المقالة ولن أتكلم بلباقة، سأطرح ما يجول بخلدي ومن دون تسميات سياسيه تهدف الى تلطيف الأجواء فالموضوع يحتاج الى وضوح وصراحة ودقة متناهية. تجاهل المشكلة وهنا أعني العنصرية لا يلغيها فهو تماما كتجاهل الورم الخبيث، اذا لم يعالج استفشى وذهب الى نقطة اللا عودة.


يناقش البعض بأن الأردن أصبحت لغير ألأردنيين، فملكها من أصل حجازي هاشمي ورئيس وزراءها الحالي من أصل سوري وكذلك هم رؤساء المخابرات المتعاقبين و رئيس ديوانها الملكي من اصل فلسطيني وحرس الديوان من اصل شركسي فما تبقى للأردنيين ابناء العشائر سوى الوزارات التي يتقاسموها مع من هم من أصل فلسطيني وما حلق وزير وارتفع الا اقيل وما انتفع. هذا صحيح فالأردن ليست للأردنيين من أصل معين على أصل معين وليس بها عرق سامي او اري، الأردن للجميع وحقيقة التركيبة الحكومية الأردنية لا تعيب الأردنيين من أصل عشائري بل تثني عليهم، وهؤلاء المسؤولين بنظر كل مواطن اردني لديه انتماء ومن شتى المنابت والأصول اردنيين لا نمييز بينهم.


لاضير في حفظ الأصول والعمل بها، وربما هذا ما يجعل الأردن فريدا من نوعة، فما قيمة الأردن بلا اللهجات المختلفة التي تنطرب لها الاذان، فترى مجموعة من الأردنيين الطاعنين بالعمر جالسين بمقهى في وسط البلد كل يتكلم لهجته ويستخدم مصطلاحاته ويحكي قصص حيه القديم، ما أجمل هذه الصورة! ما قيمة الأردن بلا المسخن او المنسف أو المسقوف أو حتى الحلويات الدمشقية، ما قيمة كرة الفدم بلا الوحدات والفيصلي وفرحة العراقيين بكأسهم، ما قيمة مهرجان جرش بلا الرقص الشركسي والدبكة الفلسطينية والاهازيج العشائرية، اين سحر عمان بلا اجراس كنائس اللويبدة واصوات مؤذنيها، أين هي الرابية بلا تنعم العراقيين بأمنهم؟ أين هي نكتنا بلا الطفيلة والخليل وربما نابلس والسلط؟ والأهم ين هو اقتصادنا بلا عبقرية الخلايلة والنوابلسة واين هو أمننا بلا صلابة أهل البادية؟ نعم هذه الاختلافات هي سر جمال هذا البلد، والأجمل هو التعايش السلمي فألأردن هي الدولة التي ازداد بها الهلال تقوسا محتضنا الصليب، وهو الذي ناصر المهاجرين حتى نصروه. لاضير بحفظ الأصول والتقاليد ولكن الخطأ بأحتكار الفضيله وتخصيص الرذيلة او بتفضيل أصل على أصل حتى ولو على المسنوى الشخصي، الخطأ هو بالمن عالبلد أو على بعض الفئات من أصول معينة وبالمزايدة بالوطنيه أو الأحساس بالسمو. الأردن صغير بحجمة كبير بعطائه، هو بوتقة تنصهر فيها كل الأصول والطوائف لتخرج سبيكة فريدة الخصائص، هو بلد الفرص وكل من ضاقت به الأرض له ما لنا وعليه ما علينا، كل الأردنيين متساويين بالحقوق والواجبات التي كفلها الدستور.


ولكن تبقى هنالك جماعات تصطاد بالمياه العكرة وتحيك المؤامرات لهذا البلد الجميل فتنشر العنصرية والمحسوبيه وتتحين الفرص لنشر الفوضى، هؤلاء ليسو أردننين حتى ولو كانوا قاطنييها منذ النشوء، فمن عرف الأردن واحبها لا يمكن أن يعتنق العنصرية ويتبعها، هؤلاء وطنيتهم عنصرية وولائهم غيظ وحبهم لوطنهم نفاق مبني على الوصولية وأقولها وبمليء فمي نعم سجل أنا عنصري ضد هذه الجماعات وهي بضاعة لا ابتغيها لأردني.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية