النائب/رجل الأعمال في أخبار/إعلانات مجلس الأمة

الأربعاء 15 كانون الثاني 2014

بقلم سوسن زايدة

انتقلت إلى المواقع الإخبارية الإلكترونية عدوى “الأخبار الإعلانية” غير المؤطرة كإعلانات تجارية عن رجال الأعمال والشركات والنشاطات التجارية، التي عرفت بها الصحف الورقية اليومية في أقسامها “أخبار الشركات” وغيرها.

لكنها في المواقع الإخبارية لم تحتل قسما خاصا بها، بل اختلط هذا النوع من الأخبار/الإعلانات مع أخبار نواب الأمة في الأقسام المخصصة لمجلس النواب. وكان نجمها النائب/رجل الأعمال أمجد المسلماني.

مواقع إخبارية، ومنها “خبرني”، اختارت المسلماني من بين 150 نائبا ليكون نجم قسم “مجلس الأمة”. فاسمه وأخباره هي الأكثر تكرارا من بين جميع النواب، وهي دوما أخبار خاصة به معنونة باسمه وذات طابع دعائي وبلا قيمة إخبارية حقيقية للقراء، لكنها بالتأكيد ذات قيمة مالية لموقع خبرني. فعلى سبيل المثال، وتحت عنوان “المسلماني: الأردنيون من عاصفة إلى أخرى“، “أكد النائب أمجد المسلماني، رئيس لجنة السياحة والآثار، أن العواصف تلاحق الأردنيين حتى ضربتهم بمستويات معيشتهم”.

ولا تقتصر الخدمة غير المعلنة، التي يقدمها موقع خبرني للنائب المسلماني، على الدعاية وتجميل صورته أمام ناخبيه. فالموقع يقدم منبرا للنائب لتسويق تصريحاته ومواقفه التي يستغل فيها منصبه العام لخدمة مصالحه الشخصية وأعماله التجارية. فيفرد الموقع خبرا خاصا عن أن “المسلماني يطالب بتخفيض الضرائب لطائرات التشارتر” من دون تقديم وجهة نظر أخرى لخبير في نفس المجال.

ومن قبله، تفانى موقع “أخبار البلد” في خدمته للنائب/رجل الأعمال المسلماني في مادة إعلامية، لنسمها مجازا “بورتريه”، فالأصل في البورتريه أنه مادة إعلامية ومعلوماتية تحمل اسم كاتب ويقدم فيها صورة كاملة وموضوعية عن الشخصية. لكنها ليست كذلك في المادة التي حملت عنوانا ينذر بما فيها “أمجد المسلماني: رقم صعب في زحمة أرقام“.

ويصف الكاتب المجهول المسلماني بأنه “هادئ القسمات، ديناميكي، زاخر بالحماس، عصامي، استطاع بجهده وعرقه أن يؤسس امبراطورية سياحية يشار إليها بالبنان… المشوار إلى قمة شركته دالاس للسياحة والسفر.. لم يكن معبدة بماء الذهب…”.

ويتابع الكاتب الإشادة بشركة دالاس حتى نهاية المادة. فيقول: “شركته دالاس للسياحة والسفر… لم تلبث أن حلقت عاليا وعانق اسمها السماء، متنقلة من نجاح إلى نجاح حتى باتت اليوم الاسم الأبرز في عالم السياحة في الأردن والعديد من الدول العربية… ورغم النجاح الذي لاقاه إلا أن زبائن وزائري دالاس يعرفون أن مديرها العام أمجد المسلماني يستقبلهم ببشاشة…”.

ولم ترد الإشارة إلى أداء المسلماني كنائب سوى في فقرة واحدة في نهاية البورتريه، وبعبارات عامة عن أن “أداءه البرلماني تميز بالسعي لخدمة البلد وناسها، وإن كان قد صدم ببعض المنغصات والعراقيل، كما أسر لكاتب هذه السطور”. لكن الكاتب لم يتحدث عن هذه العراقيل، وهذا ما يهم القارئ، كما اختار أن لا يذكر اسمه، فبقي كاتب البورتريه مجهولا، وهو فن كتابة يظهر فيه أسلوب الكتابة الخاص بالكاتب.

لا يمكن تجاوز أن البورتريه تركز على المسلماني كمدير شركة دالاس للسياحة والسفر، كدعاية تجارية قدمت للقراء على أنها خبر سياسي

قد نتجاوز اختيار نائب هامشي سياسيا، من ناحية تأثيره على قرارات مجلس النواب، لنشر بورتريه عنه، فللنائب ناخبون مهتمون بمواقفه وأخباره. لكن لا يمكن تجاوز أن البورتريه تركز على المسلماني كمدير شركة دالاس للسياحة والسفر، كدعاية تجارية قدمت للقراء على أنها خبر سياسي.

لا يمكن تفسير اهتمام بعض المواقع بنشر كل كلمة يقولها النائب المسلماني، سواء كان فيها قيمة إخبارية أم لا، وفي نفس الوقت لا نجد على هذه المواقع إعلانات واضحة مدفوعة لنشاطات النائب التجارية، سوى أن النائب المعروف بشركته السياحية “دالاس” التي طالما أغدقت بعوائد إعلاناتها على الصحف، يدفع لقاء أخبار “إعلانية” دعائية غير مؤطرة كإعلانات مدفوعة ولا تنشر في المكان المخصص للإعلانات.

—-

بإمكانكم المشاركة في رصد أداء الإعلام بإنشاء حساب على موقع 7iber.checkdesk.org

 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية