أين العرب من ال”فور-جي”؟

الإثنين 07 تشرين الأول 2013

بقلم علي أديب ( منشور على موقع رصيف٢٢ بتاريخ ٢٨ أيلول/سبتمبر ٢٠١٣)

هل تحب أن ترفع صورة على صفحة “فايسبوك” الخاصة بك في 6 ثوان؟ أو تحمّل أغنية جديدة من “يوتيوب” في 4 ثوان؟ أو تشاهد فيلماً عالي الجودة وتحمّله في دقائق؟ كل هذا ممكن مع تقنية 4G LTE الجديدة التي يوفرها الجيل الرابع من تقنيات الاتصال اللاسلكي. تكتسح الأسواق إعلانات مبهرة عن هواتف ذكية بتصاميم رشيقة، يحمل معظمها علامة 4G. فما هو 4G؟ وما الذي نفقده حين تبقى بلادنا العربية متأخرة في إيصال هذه الخدمة إلى المستهلكين؟

الجيل الرابع، 4G، هو آخر خليفة لنظام 3G. وفق مواصفات الاتحاد الدولي للاتصالات(ITU)، فإن وصف أي نظام اتصالات بالجيل الرابع يجب أن يتفق مع سرعة تحميل قصوى تبلغ 100 ميغابايت في الثانية، وسرعة رفع قصوى تبلغ 50 ميغابايت بالنسبة إلى نظام LTE، وسرعة تحميل قصوى تبلغ 128 ميغابايت في الثانية، وسرعة رفع قصوى تبلغ 56 ميغابايت بالنسبة إلى نظام WIMAX. نظام LTE-Advanced هو أحدث نسخة من نظام LTE، ويجب أن يتوافق مع سرعة تحميل قصوى تبلغ 1 چيغابت في الثانية، وسرعة رفع قصوى تبلغ 500 ميغابيت في الثانية.

سيشهد المستقبل القريب قفزة نوعية في عالم الاتصالات. ويُتوقّع، وفق مؤشر “شبكات سيسكو المرئية” لحركة البيانات المتنقلة عالمياً، عبر الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والكومبيوتر المحمول، للفترة ما بين 2012 و2017 ، أن تزداد حركة البيانات المتنقلة عالمياً بمقدار 13 ضعفاً، لتصل إلى 11.2 إكسابايت شهرياً بحلول عام 2017.

يخلص مؤشر “سيسكو” إلى أن 4G قد ولّد معدل نقل بيانات في 2012 يفوق بـ 19 مرة معدل نقل البيانات الناتج من الأنظمة الأخرى، وتوقع المؤشّر أن يحوز 4G على نسبة 14 % من الاتصالات حول العالم في حلول 2017، وحركة نقل بيانات توازي 47 % من الحركة العالمية.

يوفر 4G قدرة مشاهدة فيديو عالية الوضوح، وممارسة الألعاب التفاعلية، وتنزيل وتحميل الملفات كبيرة الحجم، وإجراء المؤتمرات المرئية، ومشاهدة المواقع الإخبارية الغنية بالوسائط المتعددة، وقراءة الكتب الإلكترونية. إن تأثير هذه القفزة في عالم الاتصالات لن يقتصر على الهواتف الذكية أو الكومبيوترات اللوحية، بل سينتج موجات مدّ واسعة تدفع قطاعات عديدة إلى نمو سريع. لهذه السرعة الفائقة أثر بالغ أيضاً في دعم قطاعات مثل السياحة والتعليم والفنون والترفيه وتنشيط التجارة، من حيث تشجيع المستهلك على الشراء عن طريق الإنترنت وإنجاز معاملات عديدة في القطاع البنكي وقطاعات أخرى، مما يُعدّ توفيراً أمثل للوقت والجهد.

لكن، أين نقف اليوم من 4G؟

من المنتظر أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أعلى معدلات نمو لحركة البيانات المتنقلة الإقليمية، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 77%، أو ما يعادل زيادة بمقدار 17.3 ضعفاً في الفترة بين 2012-2017. وتعتبر سرعة الاتصالات الشبكية المتنقلة من أهم عوامل نمو حركة البيانات المتنقلة. وبما أن زيادة السرعة تؤدي إلى زيادة الاستخدام، فإن “سيسكو” يتوقع أن تزيد سرعات الاتصالات المتنقلة (بما فيها شبكات 2G,3G, 4G) بمعدل نمو سنوي يبلغ 68% وهو الأعلى في العالم في الفترة بين 2012-2017، حتى وإن كانت السرعة ستبقى أقل بشكل ملحوظ من مثيلاتها في العالم المتقدم (سيصل معدل السرعة القصوى إلى 2898 كيلوبايت في الثانية في الشرق الأوسط وأفريقيا، في حين سيصل المعدل إلى 7013 كيلوبايت في الثانية في أوروبا الغربية بحلول 2017).

رغم أنه من غير المتوقع أن يحل 4G محل 3G بشكل كامل في المنطقة العربية، على الأقل في المستقبل المنظور، إلا أنه من الملاحظ أن العديد من شركات الاتصال في العالم العربي قد بدأت محاولات جدية لتوفير الخدمة لمشتركيها.توفر الكويت وسلطنة عمان خدمة 4G. وفي السعودية، دخلت الخدمة طور التجربة منذ 2010، وهي الآن متوفرة وتدعم خدمات الإنترنت عن طريق شركة STC، حيث تغطي خدمات 4G ما يقرب 70% من مختلف مناطق المملكة وبسرعة ثابتة تبلغ 100 ميغابايت في الثانية. في لبنان أطلقت شركة “ألفا” خدمة 4G LTE هذا العام بسرعة فعلية تبلغ 30-40 ميغابايت في الثانية مغطية منطقة بيروت الإدارية، وستستكمل انتشارها في 300 محطة في لبنان نهاية العام الحالي. في الإمارات العربية المتحدة، تشير المعطيات إلى أن خدمات 4G وصلت إلى نحو 164 ألف مشترك بنهاية العام 2012. تنوي شركتا “دو” و”اتصالات” تقديم خدمات جديدة لـ 4G في الفترة المقبلة، تشمل مكالمات فيديو وخدمة بيانات بسرعات تصل إلى 300 ميغابايت في الثانية. كان مؤشر “سيسكو” قد صنّف الإمارات كواحدة من أفضل عشر دول في أداء شبكات الاتصال المتنقلة في 2012. في مصر، أعلنت شركة “اتصالات” أنها أجرت تجارب ناجحة على 4G، تمهيداً لتوفيرها في السوق المصرية قريباً. كما بدأت شركة “فودافون” إجراء تجارب على الشبكة الجديدة. كذلك، قامت شركة “موبينيل” بتغييرات في أعمدة التوزيع في شبكاتها تمهيداً لدعم 4G. أما في المغرب، فمن المتوقّع أن تتوفر خدمة 4G في السوق أواخر العام الحالي، في حين بلغت تغطية “اتصالات قطر” لخدمات 4G ما يقرب 40% من قطر، منذ إطلاقها في إبريل الماضي

.

يعدّ الاستثمار في قطاع الاتصالات استثماراً في كل نواحي الاقتصاد والعمل والحياة اليومية، وسيكون المستقبل مليئاً بفرص لا حدَّ لها في ما لو توافرت الرؤية والاستثمارات لدى قطاعات الاتصالات في منطقتنا العربية لدفع هذا القطاع البالغ الأهمية إلى أقصى حد توفره لنا التكنولوجيا الحديثة.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية