«زيي زيّك»؟

الأربعاء 27 حزيران 2012

تنويه من المحرر: نشر هذا المقال على خلفية عدد من التعليقات أثارتها سلسلة بشرية شكّلت للدفاع عن عدد من قضايا المرأة، من بينها حق المرأة الأردنية بتمرير جنسيتها لأبنائها، وكذلك رفضًا للتحرش الجنسي.
وبعد مرور بعض الوقت على نشر هذا المقال، وجدنا أن المقال يتم الوصول إليه عند البحث على غوغل عن مواد جنسية، وهو ما لا يتفق مع محتوى المقال، ولذا ارتأينا تغيير العنوان.

أعرف أنهن كن يلبسن ملابس عادية مثل بنطال “الجينز” والقميص الصيفي، لكني أستثار بسرعة، أنا بصراحة أستثار إذا رأيت قطة ترفع ذنبها. لذلك المرة القادمة قبل أن تشتكين من التحرش كالعاهرات، إلبسن ملابس لا تظهر مفاتنكن. وحتى تقطعن الشك باليقين، بما أن كل لباس ممكن أن يثير شهوة الرجل (بدليل تعرض كثير من المحجبات للتحرش) أنصحكن بوضع كرتونة سوداء حولكن عند الخروج من المنزل (والذي سأفترض أنكن لن تحتجن للخروج منه إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل الزواج أو الوفاة).

لم أصدق نفسي و أنا أرى مجموعة من الفتيات يحملن يافطات كتب عليها كلام غاية بالبذاءة والوساخة مثل “زي زيك” و “مش شطارة تبسبسلي وتبصبصلي” و “بدي أمشي بأمان بالشارع”، وأسوأهم جميعاً: “ما تسقطش كبتك الجنسي علي”! أي كبت جنسي وأنت ترتدين قميص نص كم؟ تلبسين قميص نص كم وتظهرين ذراعيك وتقولين أن عندي كبت جنسي؟ وبعضهن كن يلبسن نظارات سوداء. هل تعرفين كم كانت تثير غرائزي هذه النظارات؟ وتقولين كبت جنسي؟ هل أصبحنا في باريس؟ هذه نهاية العالم بلا شك.

ما زال دمي يغلي. الشرف، الشرف يا ناس! أهذا ما آل إليه حال البلد؟ فتيات تخرجن للشارع وتحملن يافطات؟ فكرة أن تخرجي وتحملي يافطة  في الشارع كعاهرات الأرصفة مستفزة بحد ذاتها مهما كتب فيها. أليس عندك أي حياء؟ ألم تتعلمي أن مكان المرأة في البيت وأنها إن خرجت من البيت فكل شيء مسموح فعله بها؟ هل تعرفين كم إمرأة تتعرض للاغتصاب سنوياً؟ هل ترين ماذا فعلت تلك النسوة بذلك الشباب البريء عندما أبرزن مفاتنهن حتى دفعنه بغير إرادته لأن يغتصبهن؟ الحق ليس عليك، بل على أبوك الذي لم يدس على رقبتك كلما فتحت فمك. “زي زيك”؟ أهذا ما وصلنا إليه؟ فتيات بالبنطال والقميص يطالبننا بمعاقبة المتحرشين وتشديد عقوبة الاغتصاب؟ أستروا أنفسكن أولاً قبل أن تفسدوا شبابنا الطاهر الذي أغريتموه بلبسكم المستهتر ودفعتوه للتحرش والاغتصاب. كل شخص يستثار يحق له التحرش والاغتصاب، و كل سائق على عجل  يحق له أن يتعدى الإشارات ، وكل من لم يعجبه شكل الأخر يحق له ضربه أو قتله حتى. لا أفهم، لماذا تردن تغيير هذا المجتمع الفاضل؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية