ويكيليكس بالعربي: قادة جبهة العمل الإسلامي في لقاء بالسفارة

الثلاثاء 06 أيلول 2011

ملاحظة: هذا السجل هو استخراج من البرقية الأصلية. النص الكامل للبرقية الأصلية غير متوفر.
الرابط الأصلي
الرقم المرجعي: 02AMMAN3327
التصنيف: سري
التاريخ الأصلي: 20 حزيران 2002
الموضوع: قادة حزب جبهة العمل الإسلامي للولايات المتحدة: الحوار، نعم، الاتفاق، لا

مصنفة بواسطة السفير غنيم

1. في 13 حزيران التقى كل من الضابط السياسي والإمام يحيى هندي مع قادة حزب جبهة العمل الإسلامي: حمزة منصور (الأمين العام)، وعبد اللطيف عربيات (رئيس مجلس الشورى)، جميل أبو بكر (رئيس مجلس إدارة صحيفة السبيل الأسبوعية) وسعود أبو محفوظ (مديرعام السبيل). الغرض الأساس من زيارة هندي إلى الأردن كان لإيصال وجهة نظر المسلمين في الولايات المتحدة بعد 11 أيلول، ولمواجهة الشائعات والحكايات التي تدور الآن في المنطقة حول معاملة المسلمين في الولايات المتحدة. الهدف الأدق من اجتماع 13 حزيران كان استئناف الاتصالات الروتينية بين السفارة وحزب جبهة العمل الإسلامي التي تعطلت لسنتين بسبب سلسلة من قضايا تأشيرات الدخول لقادة إسلاميين بارزين.

دعوة للحوار

2. رحب زعماء جبهة العمل الإسلامي بالضابط السياسي والهندي، وكلاهما معروف لزعماء جبهة العمل الإسلامي من الاجتماعات السابقة. الهندي أطلق العنان للحديث عن الفكرة المحورية التي تناولها في معظم زيارته والتي تتعلق بتشجيعه قادة جبهة العمل الإسلامي على الإنحراط في حوار مع المسؤولين الامريكيين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لفائدة الولايات المتحدة والمسلمين.

الحوار، نعم ؛ الاتفاق، لا

3. أثارت دعوة الهندي للحوار عدوانية قادة حزب جبهة العمل وإن كانت ردودهم أوصلت بطريقة مهذبة:

– وافق عربيات على ضرورة الحوار. وأشار لاحترامه للقيم الأميركية الأساسية (على سبيل المثال الديمقراطية والحرية والعدالة). ولكنه انتقد ما يعتبره تخلي الولايات المتحدة عنها في رد فعل عدواني تجاه الإسلام وحرب غير مقدسة تجاه المسلمين. يشعرعربيات أن الولايات المتحدة يمكن أن تستفيد من إعادة دمج القيم الأخلاقية – القيم التي يمكن أن يوفرها الإسلام- في ثقافتها. في قوله هذا، طرح فكرة الشراكة الأمريكية-الإسلامية.

– كما اتهم عربيات الولايات المتحدة بخوض حرب ضد المسلمين. وكدليل على الخبث الأميركي، استشهد عربيات بخطاب حديث للرئيس جورج بوش حيث من المفترض أنه وعد “الأمريكان الصهاينة” بأنه سيشن حرباً على المسلمين حتى يصبحوا ”غير قادرين على الدفاع عن انفسهم وحليقي الذقون”. عندما طلب منه الضابط السياسي نسخة من الخطاب، أحد زملاء عربيات الصغار أوضح أن عربيات كان ينقل عن التعليق العربي على الخطاب بدلاً من الخطاب نفسه. هذه اللخبطة في المصادر لم تردع عربيات كثيرا، واستمر محذرا من أن المسلمين لديهم أقل ليخسروه في الحرب مع الولايات المتحدة مما لديها.

– اعترف منصور بدور المسلمين الأميركيين في “توازن” وجهات النظر الأميركية تجاه الإسلام، ولكنه شدد على “واجب” سفارات الولايات المتحدة في نقل صورة الاتجاهات والحساسيات داخل البلدان الإسلامية بصراحة. في هذا السياق، قال منصور أنه يدعم الحوار بين السفارة الاميركية وحزب جبهة العمل. أوضح منصور معتذراً أن ما منعه من حضور مأدبة الغداء تكريما للهندي في ١١ حزيران هو المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في جميع مستويات المجتمع الأردني. في رسالة بتاريخ 9 يونيو إلى السفارة، كتب منصور أن قبول “مثل هذه الدعوة سوف يضر على نحو خطير بمبادئنا” حتى ” يتم تغييرسياسة الولايات المتحدة لموقف أكثر عدلاً وسلماً”. الهندي علق بصراحة أن ضياع هذا النوع من الفرص لا يغتفر ومحتمل ان يكون ضاراً لحزب جبهة العمل.

منصور أكد أيضا أن”الحرب على الإسلام” التي تقودها الولايات المتحدة تضر بالمعتدلين الإسلاميين وتعقّّد الجهود التي تبذل لحشد الدعم ضد المتطرفين. كدليل على أن الولايات المتحد تشن حرب على الإسلام، استشهد منصور باستطلاع حديث غير معرّف يظهر أن “73 ٪ من الأمريكيين يدعمون الحرب على الإسلاميين”، وبجهد رامسفيلد “لإذلال” الرئيس الباكستاني مشرّف خلال جولته الأخيرة في جنوب آسيا. كدليل على أن الولايات المتحدة تتجاهل أصدقاءها الإسلاميين المعتدلين، أشار منصور الى الطريقة “غير المتحضرة” بإبطال تأشيرة دخوله في عام 2000. في تغيير لموضوع النقاش، أشار منصور إلى أن جبهة العمل الإسلامي “لم تقبل قط بعرفات” ولكنها تشعر أنه ليس للولايات المتحدة الحق في التدخل بقرار من يجب ان يقود الشعب الفلسطيني.

– أبو بكر أيضاً أيّد الحوار مع الولايات المتحدة وممثليها، قائلا أنه يعتبر هذا حتمية دينية. قوة الحتمية هذه يقابلها واجب مساعدة المسلمين الذين يتعرضون لضغوط خارجية في كل مكان. الكثيرون يشكون بفعالية الحوار، مما يقوّض كذلك مركز المعتدلين. قال أبو بكر متحدثاً عن المسلمين بشكل جماعي: “نحن أمة يمكن أن تؤسر بالأفعال الطيبة”. ولكن لم يكن هناك أفعال جيدة من الولايات المتحدة، التي تدعم الأنظمة (يقصد بذلك النظام الهاشمي في الأردن) التي لا تمثل شعوبها.

– أبو محفوظ أشار إلى الكراهية المتزايدة تجاه الولايات المتحدة في العالم العربي والتي يمكن تمييزها عن المشاعر المعتدلة تجاه الدول الأوروبية. كذلك عبر عن حيرته لتعامل الولايات المتحدة مع الحكومة الأردنية بدل الإسلاميين الذين بحسب قوله يمثّلون المواطنين أكثر مما تمثلهم الحكومة. أكد أبو محفوظ أنه لايريد الولايات المتحدة كعدوّ. ولكنه قال أنه إذا اختارت الولايات المتحدة أن تشن حربا على الإسلام، فإن المسلمين سيكونون “صبورين” (أو “حازمين”) وستتحمل الولايات المتحدة تكاليف الكراهية التي شجعتها وستسود العدالة في نهاية المطاف.

– رد الضابط السياسي أن الانطباع الخاطئ والمضلل بأن الولايات المتحدة تشن حرباً ضد الإسلام هو دليل على الحاجة للحوار بين الإسلاميين والمسؤولين الأميركيين. وأضاف الهندي أن الحوار يعمل فعليا لإيصال وجهة نظر المسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبهدف الوصول إلى فهم أفضل للحركات الاسلامية، حصل الضابط السياسي على التزامات باجتماعات إضافية ستركز على مجموعة من القضايا التي تهم الإسلاميين في الأردن.

تعليق

على الرغم من الجدل، فإن قادة حزب جبهة العمل الإسلامي قد حضروا الاجتماع وقدموا نفسهم بوصفهم من المعتدلين الذين عانوا بسبب مواقفهم التصالحية نسبياً تجاه الولايات المتحدة. وقد دعوا للتعايش بين الولايات المتحدة والاسلاميين المعتدلين كمنفعة متبادلة مع أنهم يرون أن السياسات الأمريكية الحالية معيبة وتأتي بنتائج عكسية.
وعلى الرغم من وضوح ما يعارضوه، فإن مواقف حزب جبهة العمل الإسلامي تجاه العديد من القضايا الإقتصادية والاجتماعية غير واضحة. تجدد الإتصال معهم مع احتمال حصول الانتخابات النيابية ومهرجانات الحملات الإنتخابية هذا العام سيساعد في توضيح التيارات المختلفة في هذه الحركة شديدة التنوع.

انتهى التعليق

غنيم

** مشروع ترجمة وثائق ويكيليكس الصادرة من عمان، بالتعاون بين حبر دوت كوم وعمان نت. الترجمة غير رسمية من قبل متطوعين، دون تحرير للمحتوى الاصلي كما سبق أن نشر من ويكيليكس.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية