رصد

الإعلام الاجتماعي في نشرة “رؤيا”: فقرة لا تحتمل خفتها

الأحد 04 أيار 2014

بينما تزخر مواقع التواصل الاجتماعي بحراك سياسي وإعلامي تلاحقه وسائل الإعلام، تُخصّص فضائية رؤيا في نشرتها الإخبارية اليومية فقرة إعلام اجتماعي “خفيفة” على نحو لا يحتمل.

تعليق، أو اثنين، يتم اختياره من موقع تويتير في نهاية كل نشرة، لا يحمل أي قيم إخبارية، فلماذا يوضع في نشرة أخبار، وليس فيه مضامين أو أفكار تخدم التوجه الترفيهي والإثاري للقناة التلفزيونية؟  فما المعايير التي تحكم اختيارات الفقرة؟

العناصر المشتركة بين عينة من ست فقرات أن التعليقات المختارة تبتعد عن السياسية المحلية، تتركز على موقع تويتير، الأكثر شيوعاً بين أبناء الطبقة الوسطى في عمّان من جمهور القناة عمومًا، وتعتمد إلى حد ما على الموضوعات الأكثر تداولاً، أو ما يعرف بـ”التريند” أو “الموضوع الصرعة” بحسب التعبيرات الدارجة.

لكن من يحدد ما هو الأكثر تداولاً؟ قد تكون مجموعة، شخص أو وسيلة إعلام لعبت دوراً رئيسياً في خلق “تريند” على تويتير. لكن ليس بالضرورة أن تكون الأكثر تداولاً بين مستخدمي الشبكة.

فمثلاً، تضمنت نشرة أخبار رؤيا في 8 نيسان، ومباشرة بعد خبر عن ذكرى مجزرة رواندا (إحدى أبشع الكوارث الإنسانية)، فقرة الإعلام الاجتماعي التي قرأت فيها مذيعة النشرة تعليقات من هاشتاج “مش كل من” وهاشتاج “تقول الأسطورة”، وفيها “مش كل من نصحك بحبك، خطية آدم بدأت بنصيحة من إبليس”، “تقول الأسطورة أنه إذا شربت قهوة وانت صغير بتطلعلك شوارب”.

وكما التنافر بين أخبار القتل والتعليقات الفكاهية يظهر التناقض في تضمين تعليقات دعائية لقناة رؤيا في نشرتها الإخبارية. تقتصر الفقرة في غالبية أيام الرصد على تعليقات تروج لبرامج القناة الأخرى، مثل برامج “نجم الأردن”، “حلوة يا دنيا”، “نبض البلد” ومسلسل “ورق الورد”. فكان من غير المهني بث تعليقات فقرة 19 نيسان في نشرة الأخبار، حيث يقول صحفي لبناني في تعليق على مسلسل “ورق الورد”: “واحد من أعظم البرامج في رؤيا. لدينا ردود فعل إيجابية عنه في لبنان”.

وكيف يمكن تفسير تجاهل فقرة الإعلام المجتمعي في نشرة أخبار رؤيا لموقع الفيس بوك الأكثر انتشاراً والذي بات منصة فاعلة للحملات المجتمعية. وكذلك موقع “يوتيوب”، خاصة عندما يأتي من محطة فضائية عملها الجانب المرئي من الإعلام. وهو الموقع الذي يبث ما ينتجه مواطنون صحفيون من موقع الأحداث. فمن خلال اليوتيوب فقط تمكن مواطنون من مدينة معان نقل مشاهد من الأحداث غابت عن الرواية الأمنية في الإعلام التقليدي.

وتجنبت فقرة الإعلام الاجتماعي في “رؤيا” أزمة معان وغيرها من الموضوعات السياسية المحلية التي شغلت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الرصد، مثل تعليقات ابن وزير العمل المثيرة للجدل، حادثتي إلقاء مواطن لحذائه على رئيس الوزراء، وتصوير الأخير وهو يلعب الغولف ويرمي بالكرة باتجاه أحد الصحفيين، والجدل الدائر حول إزالة الدوار السابع والنصب التذكاري.

موضوع سياسي وحيد ظهر في فقرة الإعلام الاجتماعي في 20 نيسان عن تضارب الأنباء حول الإفراج عن السفير الأردني المختطف في ليبيا، بعد أن نشرت وكالة الصحافة الفرنسية خبراً عن الإفراج عن السفير ونفي وزير الخارجية الليبية. لكن الفقرة اقتصرت على تعليق واحد كتبته مديرة مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمّان، الصحفية رندة حبيب، وليس تعليقاً من مواطن عادي. ولم يتضمن التعليق قيمة إخبارية تبرر التركيز على هذا التعليق دون غيره. فقالت حبيب ما يمكن أن يقوله أي مواطن آخر عن أن “الجميع يتمنى عودة قريبة للسفير الأردني في ليبيا سالماً لعائلته ولن تتأخر وسائل الإعلام في بث هذا الخبر المفرح عند حدوثه.. إن شالله خير”.

وهذا أقل مما يعد به تعريف فقرة الإعلام المجتمعي في نشرة أخبار رؤيا على الموقع الالكتروني للقناة، بأنها “ترصد الآراء حول العديد من القضايا المحلية، العربية والعالمية، مقتبسة من تغريدات وعبارات المسؤولين وعموم المواطنين على حد سواء“. وهو أقل بكثير مما يقدمه فعلياً الإعلام المجتمعي.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية