لا مكان في الإعلام لأبطال رياضة ذوي الإعاقة

الأربعاء 16 نيسان 2014

تغطية إعلامية باهتة تطلبت بحثا موسعا في الصفحات الأرشيفية للمواقع الإخبارية لإيجاد بضعة سطور عن فوز الأردني معتز الجنيدي مجددا ببطولة العالم لرفع الاثقال لذوي الاعاقة في دبي الأسبوع الماضي.

فوز الجنيدي بذهبية بطولة دولية وتحقيق رقم عالمي جديد لم يحظ بالاهتمام الإعلامي الذي حظيت به قضيته أمام المحكمة الإيرلندية قبل عام. كما لم ينل قرار براءته التغطية التي نالتها التهمة التي وجهت له في حينها. وبذلك “ظُلم الجنيدي“، كما يرى نفسه، بالإساءة لسمعته في الإعلام المحلي الذي عرض الاتهام كحقائق، وبحرمانه من المشاركة في أولمبياد 2012 في لندن، التي كان من المرجح أن يحقق فيها فوزا بعد سلسلة الذهبيات التي حصدها من حينها.

قلة من وسائل الإعلام، صحف الرأي، الدستور والعرب اليوم، التي تناولت فوز الجنيدي بذهبية بطولة العالم لرفع الأثقال اكتفت بإعادة نشر خبر وكالة الأنباء الأردنية بترا، المكون من سطرين، مع إضافة خلفية واحدة عن “أن بطولة دبي مؤهلة لدورة الألعاب البارالمبية المقبلة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016”.

صحيفة الغد أغفلت خبر الفوز، وظهر صدفة في متن تقرير خصص لتغطية مؤتمر صحفي لرئيس النادي الوطني للمعاقين حركيا، للحديث عن البطولة الدولية لكرة الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة. وفيها أن “رئيس النادي اثنى على دعم ورعاية سمو الأمير رعد بن زيد…، حيث اثبت نجومنا حضورهم في كافة المحافل الدولية، واخرها انجاز البطل معتز الجنيدي الذي حطم الرقم العالمي في منافسات بطولة العالم أمس”.

قد يكون ضعف الامكانات المادية للمؤسسات الإعلامية سببا في عدم إيفاد صحفيين لتغطية الحدث. لكن كان بالإمكان، وبعد مرور أسبوع لغاية الآن، متابعة البطولة وإجراء لقاءات مع أعضاء الوفد الرياضي ونقل أجواء وظروف المشاركة الأردنية، والأهم المتابعة مع الجهات المعنية حول كيفية تشجيع الإنجاز والخطط المستقبلية لتحسين ظروف اللاعبين في بطولات قادمة.

التغطية الإعلامية المتواضعة تكررت قبل ثلاثة شهور عندما أحرز الجنيدي ذهبية البطولة الدولية في هنغاريا ورقما عالميا جديدا، بالإضافة إلى ذهبيتي ثروت الحجاج وعبدالكريم خطاب. ومن قبلها فاز الجنيدي بفضية قمم آسيا لعام 2013 في ماليزيا التي حصد فيها اللاعبون من ذوي الاعاقات 10 ميداليات.

حال الجنيدي في الإعلام كحال غيره من أبطال الرياضة من فئة ذوي الإعاقات الحركية، وهي الفئة التي أهدت للأردن من الميداليات ما لم تقدمه أي فئة رياضية أخرى.

الصورة الأوسع كما التقطها مختصون في الإعلام الرياضي، تظهر أن المشكلة أكبر من قضية شخص، وأن الخلل في التعاطي الإعلامي مع فئات مجتمعية وقطاعات رياضية كاملة.

إعلاميون من الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي يلقون باللائمة على الاتحاد الأردني لرياضة الأشخاص المعوقين “اللجنة البارلمبية الأردنية”، من ناحية التقصير في ترويج أخبار لاعبيه والتواصل مع الإعلام، وتحديدا في البطولات الدولية المقامة خارج الأردن، حيث يرافق الوفد الرياضي إداريي الاتحاد ولا يتم دعوة الصحفيين للتغطية. كما أن لقدرات اللاعب نفسه في تطوير علاقات شخصية مع صحفيين دوره في الاهتمام الإعلامي به.

إعلاميون آخرون من خارج الاتحاد ينتقدون الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي، الذي يوفد الصحفيين لتغطية البطولات وفقا “للدور” وليس على أساس الاختصاص والكفاءة، وأن الصحفي يرافق الوفد الرياضي بدافع السياحة والسفر وليس بهدف التغطية الإعلامية للفريق المشارك والبطولة.

لكن كلا الفريقين يعترفون بأن رياضة ذوي الإعاقات مهمشة إعلاميا، كحال قضايا هذه الفئة عموما، وأن الألعاب الجماعية، وبخاصة كرة القدم، تحوز على جل اهتمام الإعلام، على حساب الألعاب الفردية.

والأهم من التغطية الإعلامية لبطولات الجنيدي ورفاقه، ما تكشفه بالصدفة مقابلتان سابقتان للتلفزيون الأردني وصحيفة الدستور. وفيهما  يبادر الجنيدي بالحديث عن الإهمال الحكومي وقلة الدعم المالي، من دون أن يوجه له مستضيفونه أسئلة بهذا الخصوص. فيصف كيف يتدرب وزملائه من ذوي الإعاقات على أجهزة قديمة مهترئة قد تعرضهم لإصابات، وبغياب مختصين خلال التدريب لحمايتهم.

ويقول: “أنا حائر بين ان أنفق على نفسي وعائلتي او أنفق على الرياضة التي تتطلب مني مصروفا كبيرا، وكل ما أتقاضاه هو “70” دينارا شهريا بدل مواصلات”.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية