عن العنف الجنسي

الإثنين 18 شباط 2013

بعد جريمة الاغتصاب الجماعي التي حدثت في الهند في أواخر عام 2012، نُشِرَ على الفيسبوك عدة نصائح موجهة للنساء لتساعدهن على تجنب التعرض للإغتصاب أو العنف الجسدي. بغض النظر عن النوايا الحسنة عند الأشخاص الذين شاركوا بها، فإن المنطق نفسه الذي يوجه هذه “النصائح” يعطي الصلاحية أو الإذن لبعض الشخصيات بأن تبرر موقف المُعتَدي. هذا المنطق أيضاً يعززالفكرة السائدة بأن العنف الجنسي والجسدي كان من الممكن تفاديه لو أن الضحية تصرفت بطريقة أخرى، وكثيراً ما يعزى العنف الجنسي لمظهر الضحية او تصرفاتها مما يؤكد الآراء الرجعية القائمة على التحيز الجنسي ضد المرأة.

تبع ذلك مؤخراً التعديات الجسدية والجنسية البشعة التي وقعت في ميدان التحرير والاستجابة غير الإنسانية من أمثال وجدي غنيم وغيره لهذه الجرائم. كل هذا يذكرنا بأن هنالك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول الاغتصاب بجميع أشكاله وأننا بحاجة لشرح ما يفترض أنه بديهي ومنطقي عن ظاهرة العنف الجنسي.

العنف الجنسي هو أي فعل جسدي أو جنسي غير مرغوب به. العنف الجنسي ينطبق على اللمسة غير المرغوب بها والجماع غير المرغوب به وكل فعل جسدي بينهما.

العنف الجنسي لا يقع على النساء فقط. العنف الجنسي من الممكن ان يقع على أي فرد في المجتمع بغض النظر عن الجنس أو السن.

المغتصب ليس بالضرورة شخصاً غريباً يهاجم النساء في مظاهرة أو في حافلة. يمكن أن يكون المغتصب زميلاً، زوجاً، أو صديقاً حميم.

العنف الجنسي يحدث في إطار العلاقات، سواء كانت جنسية أو لاجنسية. العنف الجنسي يحدث ضمن اطار الزواج، والارتباطات، والعلاقات الملتزمة، والعلاقات عابرة.

غياب كلمة “لا” لا يعني الموافقة والسكوت ليس علامة الرضى.

الملابس ليست دعوة للمس.

لا يوجد أي مبرر أخلاقي للعنف الجنسي. لا يوجد أي مبرر ديني أو ثقافي للعنف الجنسي.

لا يحدث العنف الجنسي بسبب الغرائز الجنسية. بل هو فشل أخلاقي ناجم عن الحاجة إلى السيطرة أو فرض السلطة على شخص آخر.

السبيل الوحيد للحد من العنف الجنسي هوالتوعية.

من الضروري أن  يستوعب “بعض” الرجال أن النساء بشر، يمتلكن حريتهن وحرمة جسدهن وعقولاً متمكنة من التفكير واتخاذ القرارات الخاصة بهن. لا بد من أن يفهم ” بعض”  الرجال أن المظهر أو التصرفات لا تعني “الضوء الأخضر” لانتهاك جسد شخص آخر.

لا بد من أن يتم تعليم النساء أن اجسادهن خاصة بهن، وتنتمي لهن.

جسد المرأة ليس ملك الزوج أو الأب، أو الأخ، أو ابن العم.

هذه ليست قضية ثقافة أو تقاليد أو أديان. هيمنة الرجل على المرأة وترسيخ التفرقة بين الجنسين ‫لايمثلان نقاء مجتمعنا وعلوّه الأخلاقي. اختلاق أعذار لأي شخص ينتهك جسد شخص آخر ينبغي أن يكون غير مقبولٍ دائماً دون أي استثناءات.‬

الاغتصاب وإلقاء اللوم على الضحية من أقبح الأخطاء الأخلاقية التي من الممكن أن يقترفها إنسان. واجبنا الإنساني أن نوفر العناية و الدعم للضحية، لا ان نستأذن المغتصب.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية