الصحة والتعليم في الإعلام: نقل وقائع مؤتمر صحفي لمسؤول فلاني

الثلاثاء 12 شباط 2013

أهم خلاصات رصدي للإعلام الأردني لسنوات طغيان تغطية نشاطات السياسيين، رجال الدين، نجوم الترفيه ومؤخرا ناشطي المجتمع المدني، على حساب قضايا الصحة، التعليم والثقافة.

مبرر الإعلاميين، الجاهز دوما، عدم توفر المعلومات ونقص الاحصاءات والأرقام. لكن الحجة غير مقنعة هذه المرة.

يوم الأحد قدم رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، فوزي الحموري، وفي مؤتمر صحفي، معلومة جاهزة ومباشرة تفيد بأن “الأرقام الرسمية المعلنة غير صحيحة وأن نسبة المؤمنين من الأردنيين لا تتجاوز 66%، حسب احصائيات وزارة العمل والضمان الاجتماعي”.
التصريح جاء بعد أكثر من سنة تداول خلالها الإعلام احصائية حكومية عن أن 86% من الأردنيين مؤمنين صحيا، من دون عناء تدقيق المعلومة أو جمع بعض الأرقام وإجراء عملية حسابية بسيطة تؤكد صحتها أو خطأها.

الحموري أفصح عن المعلومة في سياق حديثه عن مبادرة طرحتها وزارة العمل على وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة لشمول العاملين وأسرهم غير المؤمنين صحيا الخاضعين للضمان الاجتماعي والذين يقدر عددهم حسب احصائيات وزارة العمل والضمان الاجتماعي بمليون و800 ألف عامل وأسرهم. وذلك بانشاء ائتلاف من شركات التأمين وطرح عطاء لإصدار بوليصة تأمين موحدة ليصبح التأمين الصحي الزاميا لمشتركي الضمان الاجتماعي من غير المؤمنين، وملزما لصاحب العمل يدفع بموجبة ثلثي القيمة وان يدفع المنتفع الثلث وان يتم معالجة هؤلاء من خلال شراء هذه الخدمة.

لا شك في الأهمية القصوى للخبر الذي ينتظره قرابة مليوني أردني، بعضهم يدفع ما يملك للعلاج وآخرون لا يملكون ولا يتعالجون. ولا خلاف على أولوية قضية التأمين الصحي التي ساهمت في فوز الرئيس الأمريكي أوباما وفي صمود النظام الكوبي أمام معارضيه.
لكن غالبية المواقع الالكترونية الإخبارية، والمستهلكين لأخبارها على شبكات التواصل الاجتماعي، انشغلت في منافسة على من يحزر أولا اسم الفائز برئاسة مجلس النواب. ولسوء حظ الجمهور الأردني قررت المواقع الالكترونية المعتاشة على قص ولصق أخبار ومقالات الصحف اليومية، عدم نقل خبر التأمين الصحي. أما المواقع المعروفة بانتاج أخبار أصلية أو حصرية، فالصحة والتعليم ليست من أولوياتها.

وسائل الإعلام القليلة التي نقلت المؤتمر تباينت في ترتيبها لما جاء فيه. فموضوع التأمين الصحي لم يكن الهدف الأساسي من عقد الحموري لمؤتمره الصحفي. فاستهل حديثه بدعوة المستشفيات للتعاون مع شركة تدقيق الحسابات التي تعاقدت معها ليبيا اخيرا لتسريع انهاء ملف الديون المستحقة على علاج الجرحى والمرضى الليبيين في الاردن. وتطرق لعدة موضوعات مهمة أخرى من بينهما التأمين الصحي.

وكالة الأنباء الرسمية “بترا” “المخلصة دوما للمسؤولين” التزمت في تقريرها بترتيب الموضوعات كما جاءت من الحموري، بغض النظر عن أهمية الأخبار أو أولوياتها التحريرية. وكذلك حال المواقع والصحف التي نقلت عنها الخبر من دون عناء تحريره، مثل صحيفة “الغد”، وموقع “البوصلة”، وبالطبع التلفزيون الأردني.

واجتهد موقع “الحقيقة الدولية” في تحرير وتلخيص تقرير وكالة “بترا” والاكتفاء بنقل الجزء المتعلق بمبادرة وزارة “العمل بالتعاون مع الصحة والمستشفيات الخاصة لشمول 1,8 مليون مواطن في التأمين الصحي”.

haqiqa

صحيفة “السبيل” كان لها تقريرها الذي أعده مراسلها أحمد برقاوي بعنوان “الحموري: نجحنا في علاج الليبيين وفشلنا في تحصيل حقوقنا”. وعكس أولويات الصحيفة التي كان موضوع التأمين الصحي في آخرها، كما كان في ذيل التقرير.

صحيفة “الدستور” تفردت في تقرير مراسلتها كوثر صوالحة، الذي نقل نفي الحموري للأرقام الرسمية المعلنة عن نسبة المؤمنين صحيا وأنها لا تتجاوز 66%. لكن أيا من المواقع الالكترونية الإخبارية لم تعد نشر التقرير ولم تنقل هذا التصريح.

صحيفة “العرب اليوم” تميزت كذلك بتقرير مراسلها أنور الزيادات الذي خصص عنوانه ومقدمته للمعلومة الجديدة “الحموري: 34% من الأردنيين غير مشمولين بالتأمين الصحي”. وأعاد موقع “الاصلاح نيوز”  نشر التقرير.

صحيفة “الرأي”، وضمن أولويتها في ترويج سياسات الحكومة، أعطت الصدارة للمبادرة الحكومية بـ”شمول 1,8 مليون مواطن بالتأمين الصحي”. وكذلك فعل موقع “رصين” الذي نقل عنها الخبر.

وبذلك انتهت قصة التأمين الصحي، كما تنتهي القصص في الإعلام الأردني، بنقل وقائع المؤتمر الصحفي للمسؤول الفلاني.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية