العرس الديمقراطي في فترة الخطوبة

الإثنين 14 كانون الثاني 2013

منذ أن ظهرت أول صورة لمرشح على دوار، لا بل منذ أول إعلان “إجماع عشائري” في صحيفة يومية، بدا بوضوح أن عرس هذا العام لا يختلف بأي شكل من الأشكال عن آخر عرسين. نفس العرسان، ونفس المعازيم ونفس الفعاليات المملة المكررة، وبالتالي بديهياً، نفس النتائج.

Posts40-01

يقفز بوجهك السؤال حول هدف وجدوى الانتخابات في هذا التوقيت، تحت نفس شروط وظروف اختيار المجلسين السابقين (على الأقل)، وبنفس شخصيات النواب أسماءً  و”نوعية”، فتتجلى أمامك أبهى صور المنطق الحلزوني الدائري بكل مغالطاته:

– أنت تتحمل المسؤولية، لأنك لم تنتهز الفرصة التاريخية للتغيير ولم تسجل ولم تشارك، رغم أن قانون الانتخاب مصمم لإعادة إنتاج المجلس نفسه!
– إذا كانت نوعية المرشحين لا تعجبك، فالحق أيضاً عليك، فلماذا لا تترشح أو ترشح من يمثلك، رغم أن القانون يضمن عدم نجاحك!
– صحيح أن نوعية المرشحين وخطاباتهم تعيسة، لكن هذه هي بيئتنا وهؤلاء هم مرشحينا. من وين نجيبلك مرشحين؟
– وصولاً إلى: ما المشكلة في أن يتكرر النواب نفسهم في كل المجالس؟ هذه ظاهرة موجودة في كل ديمقراطيات العالم!
– بالمحصلة انتخابات ٢٠١٣: نفس القانون، نفس المرشحين، نفس النواب؛ فرصتنا جميعاً للإصلاح والتغيير.
فينتج مجلس نسخة طبق الأصل عن الذي سبقه (رغم كل المحاولات التي ستبذل لتجميله تجنباً للإحراج)، ويتم حله بعد أشهر (للمرة ١٣ من أصل ١٦ مجلس).

Posts39-01

كأن هنالك اتفاقاً ضمني بين المرشحين على تسخيف العملية بأكملها، وكأن شيئاً لم يحدث في العامين الماضيين، أو حتى في الأعوام الخمسة أو العشرين الماضية. نفس الشعارات المبتذلة (من طراز قلب الأم زهرة لا تذبل)، نفس الصور (وكأن هناك من يهتم بشكل المرشح) وغياب كامل لأي نوع من أنواع “الإبداع” حتى تسويقياً. مع الاحترام للمرشح شبلي حداد (ولفريق الإعلام المجتمعي الذي يدعمه) إلا أن معظم المرشحين تنويعات من شبلي حداد، طرحاً وفكراً وبرامجاً. كيف يمكن لشعارات الانتخابات “المفصلية” في عملية الإصلاح أن تتخلف بهذه المسافة عن ما أصبح مواضيعاً للنقاش لرجل الشارع الأردن وتجتر كلاماً عاماً عام عن الفساد والتغيير والمواطنة والعدالة؟

Shebly_Info2-01

لا يمكن لأكبر المتحمسين لأن ينكر بأن هذا العرس الديموقراطي جاء سابقاً لأوانه، فلم يكن هناك مجال “للإصلاحات” (بغض النظر عن جديتها أو وهميتها) أن تتبلور، فتؤتي أكلها وتفرز مجلسها. تسرعنا بالقانون (خذ خمسة مقاعد للأحزاب، طيب خذ ١٧، طب ٢٧ آخر كلام، علينا بعشرين) وتسرعنا بحل المجلس السابق وتسرعنا بالعملية والتوقيت، فسلقنا الإصلاح سلقاً، فطلع العرس بلا طعم ولا نكهة، رغم كل المظاهر الاحتفالية.

المزيد من مظاهر العملية الانتخابية على مدونة العرس الديمقراطي

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية