البيئة ومؤتمراتها: لماذا يجب أن أهتم؟

الثلاثاء 04 كانون الأول 2012

منى دجاني، الباحثة والناشطة البيئية المقدسية، ورامي سرحال، منسق الحركة الشبابية في حزب الخضر اللبناني يشرحان لنا لماذا يفترض للمواطن العربي أن يهتم بالبيئة والنقاشات الدائرة في مؤتمر التغير المناخي بالدوحة.

أجرى المقابلة بشار حميض في الدوحة

لماذا تعتقدان أن المواطن العربي يجب أن يهتم بالنقاشات التي تدور حاليا في مؤتمر التغير المناخي المنعقد حاليا في العاصمة القطرية الدوحة؟

منى: هناك فجوة كبيرة بين المواطن العربي وأنظمته السياسية. ومن مظاهر هذه الفجوة تحكم الدولة الكبير بالمصادر البيئية، فيما لا يملك المواطن قدرة على التأثير بهذه الموارد وأسلوب إدارتها. هذه الأمر يعزز أيضا انفصال المواطن العربي عن بيئته، فيما هو منشغل بتأمين لقمة عيشه اليومية. لكن في الحقيقة فإنه لا يمكن فصل البيئة عن المشكلات الاقتصادية والحياة اليومية التي يعيشها المواطن.

رامي: إن هناك ضرورة لأن يهتم المجتمع بما يدور في مؤتمر الدوحة ذلك أن ما يتخذ من قرارات من قبل السياسيين المجتمعين هنا سيكون له في النهاية أثر على حياة المواطن العربي اليومي. وأنا أرى أن مؤتمر الدوحة يشكل فرصة للمؤسسات المجتمع المدني العربية للتأثير في سياسيي دولهم لتحقيق طموحات الشارع العربي بشكل أفضل.

هل لكما أن تعطوني مثالا بسيطا يبين كيف يمكن لمؤتمر الدوحة أن يؤثر على حياة المواطن العربي اليومية؟

منى: إن أحد الأمور الأساسية التي تناقش في مؤتمر الدوحة يتعلق بالتمويل الذي يمكن أن تقدمه الدول الصناعية التي تتسبب بأكبر قدر من التلوث البيئي للدول النامية المتضررة من هذا التلوث نتيجة للتغير المناخي. لذا فإن مواقف الوفود العربية في هذا المؤتمر يجب أن تعكس صوت وهموم المواطن العربي العادي الذي هو أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتغير المناخي. كذلك من الضروري أن نحرص على أن نؤثر على سياسات حكوماتنا العربية بحيث تكون أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع الكوارث البيئية الآتية إلينا لا محالة.

رامي: إن علينا في مثل هذه المؤتمرات أن نحاول أن نؤثر على قرارات الدول ذات الثقل الصناعي مثل الولايات المتحدة والصين والهند، فقررات هذه الدول هي التي سيكون لها التأثير الحاسم على الوضع البيئي في العالم وبالتالي أيضا على حياة المواطن العربي وعلى وجود البشر ككل على كوكب الأرض.

ما هي الإنجازات التي تعتبرونها مهمة التي يمكن لهذا المؤتمر أن يتوصل إليها أو التي تم التوصل إليها في المؤتمرات السابقة؟

منى: إلى الآن لم ينتج عن هذه المؤتمرات أي إتفاقيات ملزمة سوى اتفاقية كويوتو. إلا أن فترة إلزامية هذه الاتفاقية نفذت هذا العام وعلى المجتمعين الآن النظر في تمديد هذه الاتفاقية أو الخروج باتفاقية جديدة ببنود جديدة تغطي الفترة من الآن حتى عام 2020.

رامي: في الحقيقة لم يتم التوصل إلى الآن إلى آلية عمل ذات أثر ملموس على وضع التغير المناخ في العالم عدى اتفاقية كويوتو. وما يتوقع أن يحصل هو أن يتم تمديد هذه الاتفاقية وليس التوصل إلى اتفاقية جديدة.

هل توافقان على الرأي القائل بأنه من الأفضل مناقشة هذه المواضيع من وجهة نظر غير بيئية، وذلك بالتركيز على قدرة الحلول الخضراء على تحسين الوضع الاقتصادي للأهالي وتعزيز قدرتهم على الصمود ومقاومة التحديات القادمة؟

منى: حماية الفرد لا يمكن فصلها عن حماية الأرض. وصحيح أن الدولة هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار تشريعات ملزمة ومؤثرة في تخفيض نسب الانبعاث الكربوني، إلا أن الدولة لا تستطيع فعل ذلك دون مشاركة من الناس. ومن خبرتي في المشاريع الخضراء على أرض الواقع فإنها على رغم أهميتها لا تستطيع أن تصل إلى درجة كبيرة من التأثير دون وجود تشريعات تدعمها.

رامي: بغض النظر عن الزاوية التي سننظر إليها إلى المشكلة فإن النتيجة هي واحدة وهي أن المشكلة البيئية مترابطة مع المشكلة الاقتصادية. والسؤال الذي يحيرني هو لماذا تمتنع الحكومات عن التطبيق الفعال للاتفاقيات البيئية بحجة أن ذلك سيؤثر على نموها الاقتصادي، رغم أن المشكلات البيئية ستتسبب في النهاية في تدهور اقتصادي شامل؟

هل تشعران أن هناك مشاركة شبابية عربية أكثر فعالية في هذا المؤتمر بعد الربيع العربي؟

منى: لاحظت أنه نتيجة للفترة الثورية السابقة أصبح الشباب أكثر وعيا لمسألة العدالة الاجتماعية وهذا أيضا مرتبط بفكرة العدالة البيئية. وأود أن أشير هنا إلى الجهود الممتازة التي قامت بها مجموعة الشباب العربي لأجل المناخ AYCM التي اجتهدت في التحضير للمؤتمر وساهمت بشكل فاعل في التأثير أصحاب القرار المشاركين فيه.

رامي: أعتقد أن الشباب الذي بدأوا بثورات الربيع العربي كانوا واعين بأنه لايمكن الاستمرار في نفس النهج الذي كان سائدا في الدول العربية. ومن المهم أن ثقافة محاسبة الحكومات أصبحت أمرا مطروحا بين الشباب العربي، وهو الأمر الذي لم يكن سائدا من قبل، وهذا يساعد على محاسبة الحكومات في مجال القرارات التي تتخذها في مجال البيئة أيضا. كشباب يجب أن نوصل صوتنا من خلال هذا المؤتمر حتى يكون لنا دور ليس فقط على المستوى العربي وإنما على المستوى العالمي أيضا.

اقرأوا المقال الأول من مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في الدوحة: الترف الأخضر؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية