كرة السلة في السلة (٢) : قائمة النخبة وتهديدات الانسحاب ولاعبو اللحظات الأخيرة

الأحد 13 أيار 2012

سلسلة في أجزاء تغطي أبرز أحداث الدوري الاردني لكرة السلة لموسم 2012 

بقلم مراسل حبر لشؤون الرياضات المحلية

كان أبرز قرارات الاتحاد الجديد قبل دوري هذا العام إقرار ما يسمى “قائمة النخبة”، أي عدم السماح لأندية الدرجة الممتازة بالتعاقد مع أكثر من سبعة لاعبين من قائمة أفضل 30 لاعباً محلياً للحفاظ على “توازن المنافسة”. جاءت قائمة النخبة كخطة من الاتحاد لمنع تكرار تجربة نادي شركة زين للاتصالات (جمّد نشاطه السلوي منذ آذار 2010) الذي استغل المصادر المالية المتاحة لضمان تفوقه من خلال استقطاب معظم لاعبي المنتخب الوطني عن طريق رواتب مجزية (ومن ثم وضعهم على مقاعد البدلاء ليراقبوا بسعادة المحترفين الأجانب يحصدون البطولات المحلية والآسيوية).

كان من الواضح أن هذا القرار يستهدف نادي جامعة العلوم التطبيقية (الذي عمل على نسخ تجربة نادي زين حرفياً باستخدام النجاح السريع في كرة السلة كوسيلة تسويقية للجامعة وغيرها من المشاريع التجارية، بدلاً من الاستثمار في بناء قاعدة شابة تحمل برنامج على المدى الطويل يرفد اللعبة بجيل جديد من الناشئين والشباب ناقلاً تجربة الرياضي-ارامكس مثلاً). أعلن رئيس نادي العلوم التطبيقية هيثم أبو خديجة أنه سيقوم بتجميد نشاط الفريق الأول لكرة السلة في حال أقر الاتحاد تطبيق مشروع قائمة النخبة لأن فكرة المشروع تخدم أندية بعينها، وتلحق الضرر بفريق التطبيقية الذي كان قد تعاقد في صيف 2011 مع 14 لاعبا من القائمة. لم ينف رئيس الاتحاد أن جزءاً من إصراره على تطبيق هذا البرنامج كان لمصلحة اندية معينة فصرح بأن السلة الأردنية “وبسبب اختلال ميزان المنافسة في الدوري المحلي، خسرت أحد أعمدتها وهو النادي الأهلي، ولا نريد أن يستمر التدهور والخلل ليقود ذلك إلى فقدان ناد آخر بقيمة ومكانة النادي الأرثوذكسي.” (الغد آب 2011).

تراجع نادي التطبيقية عن الانسحاب من الدوري ولكنه لجأ إلى الخطة البديلة بتوزيع لاعبيه من قائمة النخبة على فريقين، فقام بالاتفاق مع نادي كفريوبا (اربد) على تسجيل سبعة من لاعبي التطبيقية في كشوف كفريوبا، على أن يقوم نادي العلوم التطبيقية بتسديد مستحقاتهم المالية مقابل أن يشارك هؤلاء اللاعبين مع التطبيقية خارجياً ويعودوا إلى كشوفات النادي الأم بعد انتهاء الدوري مباشرة.

دور أول بلا مغزى

إنطلق الدوري الاردني في شباط 2012 بمشاركة ثمانية فرق وفق نظام عجيب. فالفرق الثمانية تلعب مع بعضها ذهاباً وإياباً في الدور الأول، على أن تتأهل الفرق الأربعة الاولى إلى الدور الثاني. في الدور الثاني تلغى نتائج الدور الأول وتعود الفرق الأربعة لتلعب مع بعضها ذهاباً وإياباً من جديد ليتأهل الأول والثاني إلى الجولة النهائية (الفائز من خمس مباريات). كان من الواضح منذ الاسبوع الأول أن فرق الدوري في مستويين مختلفين (فازت فرق التطبيقية والرياضي والارثوذكسي وكفريوبا على فرق الأشرفية والجليل والكلية والوحدات في الجولة الاولى من الدور الأول بفارق 47 نقطة بالمعدل)، فكان من البديهي أن تكون مباريات المرحلة الاولى بلا معنى، وسط حضور الجماهيري تراوح بين 25 إلى 250 متفرج للمباراة.

إلا أن الدور الأول كشف قضيتين لهما انعكاسات مهمة على الدور الثاني:

-في اشارة واضحة إلى ضعف المدربين والإداريين في تقييم قدرات اللاعبين (وهذه ظاهرة ممتدة على كل الرياضات وعلى جميع المستويات) تبين أن فريق التطبيقية (ب) (أو كفريوبا) أفضل من فريق التطبيقية (أ)، فغلبه مرتين في الدور الأول، وانهى كفريوبا الدور الأول في صدارة الدوري بدون خسارة.

-ظهر أن النادي الارثودكسي كان قد قرر في بداية الموسم تخفيض النفقات، فترك لاعبيه الشباب المحررين بدون أن يحاول أن يوقعهم على عقود جديدة، وأضاف لاعبين اثنين فقط من قائمة النخبة هما زيد الخص (على أبواب الاعتزال) وأنفر شوابسوقة (الذي انخفضت اسهمه كثيراً لتراجع مستواه في التصويب، مهارته الوحيدة). إلا أن التقارب الشديد في مستوى الفرق الأربعة دفع الارثودكسي إلى تغيير حساباته والاستثمار في مفاجأة للدور الثاني.

الدور الثاني: مفاجأت ومؤامرات 

خرج الرياضي من المنافسة على إحدى بطاقات المرحلة النهائية مبكراً. بالرغم أن الرياضي قد اعتمد فعلياً على فريق من الشباب دون سن 23 كنواة للفريق إلا إنه قدم مستوى قريب من الفرق الثلاث الأخرى، وخسر معظمها بفارق بسيط. لكن الفريق تعرض لعدة اصابات، قد يكون أبرزها اصابة علي جمال وعلي الزعبي، فخسر جميع مبارياته في الدور الثاني.

أما الارثودكسي فأعلن عن توقيع اللاعبين سام دغلس وزيد عباس العائدان من الصين على عقود تبدأ في الدور الثاني وتنتهي مع آخر مباراة في الدور النهائي. فحقق ثلاثة انتصارات سريعة في ذهاب هذا الدور ضمنت له الظهور في الدور النهائي.

في المحصلة ظهرت أسوأ تبعات “التعاون” بين التطبيقية وكفريوبا كحقيقة واقعة، فالمنافسة على من سيكون هو الطرف الثاني للمباراة النهائية انحصرت بين التطبيقية (أ) و-(ب)، لكن المشكلة أن احدهما فقط يحمل إسم التطبيقية. انتهى أول لقاء بين الفريقين في الدور الثاني بفوز التطبيقية بنتيجة 96-91، وهي نتيجة تفوق معدل تسجيل الفريقين بكثير. بعد المباراة أرسلت إدارة نادي كفريوبا كتاباً رسمياً إلى اتحاد كرة السلة يتضمن قرار الانسحاب من منافسات البطولة وزعم رئيس النادي عبدالله القواسمة “أن هناك شكوكاً لدى إدارة النادي بتواطؤ لاعبيه مع إدارة نادي العلوم التطبيقية”. عادت إدارة نادي كفريوبا عن قرار الانسحاب ولكن قررت إستكمال الدوري بفريق الشباب تحت 19 سنة وأيقاف ستة من لاعبي الفريق (هم لاعبي التطبيقية المعارين) ومدرب الفريق مع توجيه الشكر إلى اللاعب نضال الشريف (أحد لاعبي التطبيقية المعارين أيضاً) لروحه الرياضية العالية. (كان نضال الشريف قد لعب طول المباراة بحماس زائد وتوجه بالصراخ بغضب نحو مدرب وإدارة العلوم التطبيقية). تم حل الموضوع ودياً بين جميع الأطراف واستمر فريق كفريوبا في خوض المباريات بتشكيلته الكاملة، فخسر من التطبيقية مجدداً في مباراة الاياب، قبل أن يعود ويفوز على الرياضي في مباراتين من أصل ثلاثة ليظفر بالمركز الثالث.

في هذه الأثناء كانت خطة الارثودكسي بالحصول على بطولة على غفلة وبأفضل توازن بين التكاليف والنتائج تتعرض لضربة، فقد صدر قرار من الاتحاد الدولي لكرة السلة بإيقاف زيد الخص وأنفر شوابسوقة لظهور نتائج إيجابية في فحص للمنشطات خلال بطولة آسيا. (حتى الآن لم يعلن الاتحاد الدولي أو الاتحاد الاردني إسم المادة المحظورة، لكن تم التأكيد من جميع الأطراف أنها نتيجة تناول مكملات غذائية). حاول الارثودكسي إقناع الاتحاد بأن الإيقاف لا ينطبق على بطولة الدوري، و”لوّح” الارثوذكسي باتخاذ قرار تعليق المشاركة في منافسات المرحلة النهائية  في حال لم يوافق اتحاد اللعبة على مشاركة زيد الخص وانفر شوابسوقة او عدم السماح للنادي باستبدال اللاعبين باخرين يتم تحديد اسمهما لاحقا. رفض الاتحاد مطالب الارثودكسي بعد أن هدد التطبيقية بالانسحاب من الدوري، لكن الارثودكسي كان ما زال يحتفظ بورقة أخيرة، فأضاف إلى صفوفه اللاعب المغترب في تركيا سنان عيد، الذي أصبح من اللاعبين الخمسة الأساسيين في تشكيلة النادي الارثودكسي في المرحلة النهائية.

طالب التطبيقية بحكام اجانب لقيادة مباريات المرحلة النهائية معلناً إستعداده لتحمل جزء من نفقات استقدامهم. رفض الاتحاد لثقته بالحكام المحليين ولمنحهم ” فرصة ادارة المباريات القوية والتطور وبما ينعكس ايجابا على اللعبة في المستقبل.”

غداً: المرحلة النهائية، تحكيم وعقوبات ومؤتمرات صحفية

اقرأ الجزء الأول: نظرة سريعة على وضع كرة السلة الأردنية في السنوات الأخيرة

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية