عيد الميلاد وتعكير الماء الصافي للاصطياد فيه

الأربعاء 28 كانون الأول 2011

Photo by Bardees S

 

بقلم شذى برقاوي

نشهد حاليا اجواء الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة فلا يكاد يخلو شارع أو محل تجاري أو سوق مركزي أو منزل من شجرة عيد الميلاد أو شخصية بابا نويل أو الكرات الملونة وغيرها. حتى أن العديد من الاذاعات الأردنية تستخدم موسيقى عيد الميلاد كفواصل بين فقراتها وبرامجها مما يضفي أجواء مميزة لهذه الأيام التي يستمر الاحتفال بها حتى بداية العام الجديد. واللافت أيضاً هو انتشار هذه المظاهر وحتى اقبال المسلمين على شراء واقتناء شجرة الميلاد وزينتها من باب التقليد والزينة.

المفارقة في وسط هذا كله أن تجد مقالات متعددة هنا وهناك وانتشار تعليقات على موقع “فيسبوك”  و”تويتر”  نقلا عن فتاوى لعلماء مسلمين ومن أبرزهم القرضاوي عن حرمة تهنئة المسيحيين بأعيادهم وعن الجدل الدائر حول عدم مشاركة شخصيات اسلامية بارزة في طقوس الاحتفال بأعياد الميلاد كالقداس أو اضاءة شجرة الميلاد في محاولة منهم لتعكير الماء الصافي للاصطياد فيه، إذ ذهب البعض إلى حد القول بأننا نتجه نحو مذبح التطرف وأن شجرة الميلاد هي القربان، كرد فعل عن عدم مشاركة الحكومة باضاءة شجرة الميلاد في مأدبا.

فعلى المستوى الرسمي شهدنا وزير الخارجية ناصر جودة مندوباً عن جلالة الملك في قداس منتصف الليل في مدينة بيت لحم مهد المسيح وأما فتوى القرضاوي فقد أباحت تهنئة المسيحيين في أعيادهم وعد ذلك من أعمال البر التي أمرنا بها نحوهم لقوله تعالى: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” لكنه تحفظ على مشاركة المسلمين في طقوس الاحتفال التي ليست من شريعتنا في شيء وهناك فرق بين تحليل التهنئة والحث عليها والتحفظ على المشاركة في الطقوس.

اذا كانت المشاركة في الطقوس الاحتفالية واجبا فلماذا لم نشهد يوما مشاركة اي مسؤول مسيحي او حتى نائب منطقة في مناسبة اسلامية كصلاة العيد وخطبتها او الاحتفال بالمولد النبوي والهجرة سواء بالأردن او اي دولة غربية يشكل المسلمون فيها ثاني اكبر تعداد سكاني، ولم نطالب كمسلمين بذلك ولم نعده يوما تطرفا؟

في الأردن لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي والجميع يشكل نسيجا متكافلاً ومتسامحاً. فلا يوجد أي داعي لتلك المحاولات التي تظهر هنا وهناك لبث روح الفتنة وجلب الأنظار في وقت نحن بأمس الحاجة الى التوافق وتجاوز الخلافات الدينية والطائفية أكثر من أي وقت مضى للمضي قدما في مسيرة الاصلاح والتقدم التي نرنو اليها.

وكل عام وانتم بخير وأعياد مجيدة وسنة سعيدة

 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية