بطلت تفرق

الخميس 17 تشرين الثاني 2011

بقلم وعدسة طارق بيه‫ ‬

منذُ نعومة أظافري وأنا أشاهدٌ هذا الرجل الذي لم أستطع يقيناً أن أضعَ له عٌمراً. تَجدٌه دائما ًيفترشٌ الارضَ بسجادته التي يَعلوها كلٌ ما يخطر ببالك; ميداليات، عدسات مكبرة، قطع نقدية، وعملة عراقية ورقية مدموغة بصورة رأس النظام البعثي السابق. منذ منتصف التسعينيات وهو يتخذ شارع شارع السينما مٌضطجعاً له، مع تغييرات طفيفة على الاحداثيات من وقتٍ لأخر كاجراءات احترازية تكتيكية “مكافاة شر” لموظفي بلدية إربد الذين ألقوا بكل ما يعلو تلك البسطه مراراً.

يَغلِبٌ عليه طابع الهدوء، واذا حدثته.. يكتفي ببضع كلمات… أو إيماءات. أظن أن وراءه قصةً عنقاء. حاولتٌ ان أجد مدخلاً لحديثٍ لطيفٍ معه، لكنه كان يستمتع بكاسة يانسون وأبى أن يتحدث مع أحد. أذنتُ منه لأصور البسطة، فتح كلتا ذراعية مٌرحباً وعاد يرتشف من كأسِه. إذا أردت أن تتعلم معنى جملة “بطلت تفرق”، أنصحك بزيارته ولو لدقائق معدودات ومراقبته عن كثب. هو الأجدر بتعليمك المعنى الدقيق لهذه الكلمات. أنا الآن لدي 25 ربيعاً.. وأقسم أنها فارقه معي….فارقه معي!! ولكن كنت أود الجلوس ثوانٍ معدوداتٍ مكانه… وأن أشعر بذلك النعيم الذي يشعره. شكرا لك.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية