أدراج المدينة في زمن الثورة

الأحد 31 تموز 2011

بقلم ساندرا الحياري (طريق)

قمت بزيارة وسط المدينة (إذا كنا نعتبر هانجر راس العين كجزء من وسطها) يوم الجمعة الفائت .لم تكن هذه الزيارة بغرض المشاركة في الإعتصامات التي تقع في ساحة النخيل الواقعة على بعد خطوات من وجهتي بل كانت لحضور افتتاح معرض أقامه طلاب الهندسة المعمارية المشاركين  في ورشة عمل نظمها مركز جامعة كولومبيا في الشرق الأوسط. الهدف من هذه الورشة كان لإعادة النظر في إحياء قلب عاصمتنا التاريخي. وانبثقت الورشة كفاعلية ل’مختبر عمان’ التابع لكلية العمارة والتخطيط في جامعة كولومبيا. إستغرقت هذه الورشة أسبوعين مكثفين من العمل وارتادها طلاب من بيروت، اسطنبول، نيويورك وعمان. ودعت الورشة الطلاب لإعادة التفكير في الفضاء العام في منطقة الشرق الأوسط.

كان على الطلاب تطوير تصاميم لأجزاء مختلفة من وسط المدينة، وكان عنوان الورشة هذا العام هو: “الاستجابة” حيث كان عليهم تصور كيف يمكن للبنى التحتية العامة (مثل الادراج والممرات) أن تتكيف مع بيئتها وتخلق تفاعل اكبر مع الناس. إذا ما اخذنا الربيع العربي بعين الاعتبار، نتوقع أن تنتج مجموعة الطلاب هذه افكار جديدة ومتنوعة لاستخدامات الأماكن العامة.

ونعلمكم يا قرائنا بأن النقاشات الدائرة في عالم تصميم وتخطيط المدن تولي إهتماماً كبيراً بالمدن العربية إبان الاعتصامات والثورات الحالية. (خير مثال على ذلك ما قام به عمدة لندن مؤخراً في اطلاق مهرجان شباك الذي ناقش هذه القضايا)

تعلم الطلاب طريقة جديدة في العمل فكما أوضحت جمانا البداد، وهي مشاركة من الجامعة الأردنية، “لم نعتد على توفير حلول سريعة.” هذا من جانب، من جانب اخر، جاءت نتائج ورشة العمل بمثابة مفاجأة حين نأخذ بعين الاعتبار إن الغرض منها هو التركيز على الأماكن العامة في الشرق الأوسط (للسنة الثالثة على التوالي يكون عمل الطلاب مقصوراً على قلب عاصمة عمان). لقد جاء عمل الطلاب مفصولاً عن محيطه العام. وبعكس ما يدعو له عنوان الورشة يبدو وكأن التصاميم تجنبت الوضع السياسي الراهن. ولكان هذا الوسط الأكاديمي يفضل فصل نفسه عن قضايا المدن المعاصرة وهذا بالضبط نقيض ما يحتاجه الفضاء العربي العام في وقتنا الحالي.

(ملاحظة:  هذا المقال متوفر بنسخة باللغة الانجليزية منشورة في مجلة جو حالياً)

+ نتأمل ان يتوسع النقاش مع الجامعة حول الدور الذي تضطلع له لطلاب الهندسة المعمارية في ظل المستجدات على الساحة العربية.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية