انطباعات عن نقاشات علامة المربع مع د.مروان المعشر

الثلاثاء 26 تموز 2011

بقلم جابر جابر

بداية لابد لي ان أشكر كل من أسهم في إنجاح هذا اللقاء اللطيف من معدين ومحاوين ومشاركين واصحاب المكان الذي استضافنا ومن نقل اللقاء على الهواء مباشرة. ثانيا لابد لي أن اشكر الدكتور مروان المعشر – على الرغم من اختلافي الشديد معه – على حضوره وعلى حديثه معنا بهذه الصراحة.

ولنبدأ الطخ
ربما يكون الدكتور مروان المعشر في حديثه اليوم يروج لنفسه، أو ربما هنالك غاية في نفسه، أو ربما هي محاولة منه لاستعادة الضوء بعد ان فقده منذ اعوام، قد يكون كل هذا جائزا، لكنني لا استطيع التحقق من هذا ابداً فلا استطيع انا العبد الفقير الشق على قلبه ومعرفة ما يجول في عقله.

ومع هذا كله اجدد شكري الجزيل له.
لماذا ؟
لاننا كشباب “مشغول بالاصلاح حتى الهوس” كنا بحاجة ماسة الى ان نسمع رأيا ما من شخصية كانت – وربما لا زالت – ذات تأثير بالغ في  النظام الاردني. فالرجل الذي تحدث الينا أمس كان رئيس لجنة الاجندة الوطنية، وكان نائبا لرئيس الوزراء وهو الان نائب رئيس البنك الدولي، أي ان هذا المتحدث لابد وأن يستمع له عندما يتكلم.

أي ان هذا الرجل من تلك الطبقة التي قلما تتحدث الى الشباب، والاسوا والاكثر مقتا: أنها لا تستمع اليهم ابدا. لكن الدكتور المعشر بالأمس استمع لنا وأصغى، وأجاب على معظم تساؤلاتنا واعتراضاتنا، وبصدر رحب ايضاً.

بالنسبة للحضور
الحقيقة المرة التي سأصرح بها عن نفسي تقول انني أنا جابر جابر منحاز وبشدة الى من هم تحت، وأعني بتحت من هم تحت قوي. منحاز إلى تلك الفئة المجتمعية التي تصر الدولة على اعتبارهم عبئا عليها، ومع ذلك تصر على نهب ما تحتويه جيوبهم المرقعة.

وللأسف فإنني بالأمس وخلال اللقاء الشيق لم أر احداً ممن هم تحت.

هذا الامر ليس من المقبول ولا من الجائز ان نمر عليه مرور الكرام – على الاقل بالنسبة لي.
فالحضور كان في معظمه من مرفهي الطبقة الوسطى أو ما فوقها، وعلى الرغم من تحفظاتي العديدة على هاتين الطبقتين الا انه لا مشكلة كبيرة لدي معهم. مشكلتي الاكبر هي مع نخبوية الاصلاح او الحديث عن الاصلاح ان اردتم.

في ندوات الاصلاح لا نسمع صوت الفقراء.

وفي مظاهرات الجمع والاعتصامات كذلك تكون الغلبة القصوى لابناء الطبقة الوسطى الذين تعرفهم بثيابهم الجميلة وبموبايلاتهم الغالية وبرطانة الكثير منهم باللغة الانجليزية. واعود هنا واكرر حتى لا يرميني احد ما بتهمة الحقد الطبقي: لا كبير مشكلة لدي مع ابناء الطبقة الوسطى، لكنني اعتقد جازما اننا إن أردنا إصلاحا جذريا هنا في الاردن أو في أي مكان في العالم لابد علينا أن نشرك معنا الفقراء المسحوقين، وأن نستمع وجيدا لمطالبهم.

الطبقة الفقيرة يا سادة وبكل حيادية هي الاقدر على تقديم التضحيات، وهي التي لا شيء لديها  لتفقده ولذا فانها عندما تتكلم فإنها لا شك تُسمِع، وعندما تصرخ فإنها تُفزِع. طبقة المسحوقين الذي رأيتهم على ابواب مجمع المحطة بعد اللقاء يفترشون الارض  والساحة الامامية للمجمع واضعين امامهم ما تيسر لهم من ثياب او احذية او ادوات منزلية بغرض بيعها.

لم اكن انوي الاطالة في الحديث عن هذين الامرين لكن الكلام عن اهلي وناسي حديث ذو شجون.

اعود للقاء مرة اخرى
اعجبني جدا السقف المرتفع للغاية الذي تحدث به المتحاورون اليوم والذي تضمن الحديث حول امور كانت من المحرمات قبل عدة اشهر من قبيل دور المخابرات في الحياة السياسية والملكية الدستورية، والعلاقة بين الاردني والفلسطيني.

وجدا اعجبت بكلام المعشر حول ان كل من يملك رقما وطنيا هو اردني له كامل الحقوق وعليه كامل الواجبات.

ربما يكون هذا الكلام مجرد كلام – ربما – لكن من الجيد ان يتم ترديد هذا الكلام على مسامعنا حتى نفهمه ونتشربه  ونعمل به ولأجله ايضاً.

كنت أتمنى لو أنني كنت اكثر اطلاعا على الاجندة الوطنية التي قدمها للوطن الدكتور مروان المعشر في فترة سابقة، وكنت اتمنى اكثر لو انني انا والحضور كنا قد  قرأنا وبشكل افضل ورقة  عقد من جهود الاصلاح المتعثرة في الاردن :: النظام الريعي العنيد والتي قدمها صاحب المعالي لمعهد كارنيغي للسلام.

من ضمن ما قراته في الوثيقة سالفة الذكر هو الآتي: في المجال الاقتصادي افترضت اللجنة “لجنة الاجندة الوطنية ” خططا قد تضاعف الدخل الحقيقي للفرد، وتحد من البطالة للنصف، وتحول العجز من 11% من الناتج المحلي الى فائض 1.8%. هل تصدقون؟

الحقيقة أنني قرأت هذا الكلام المرة تلو المرة وفركت عيني مرارا لئلا اكون قد فهمت الكلام بشكل خاطئ. لكن لا، السيد مروان المعشر لديه خطة قادرة على جعل الاردن كسويسرا، ووخلال سنوات قليلة فقط.

فكان من الواجب علينا ان نسأله ما هذه الخطة العظيمة العبقرية وان كانت بهذه الجودة فمن الذي يبقيها حبيسة الدروج الى الان؟؟

ومن ضمن ما قرأته في الوثيقة ايضاً: لكي يحمي النظام نفسه خلق لنفسه جماعة سياسية وبيروقراطية موالية، لكن هذه الجماعة باتت متحصنة ومتحجرة ولا ينتابها أي وخز ضمير حيال الانقلاب على مؤسسها عندما تتعرض مصالحا للخطر …الخ

منذ بداية العام ونحن نسمع مصطلح قوى الشد العكسي، وانها هي التي توقف مسيرة الاصلاح، وأنها هي العائق امام تحولنا الى بلد ديمقراطي. وانا الان وبما انني لم اتعرف بشكل واضح على هذه القوى: اناشد كل من يعرفها ان يعلن اسماء اعضائها ووظائفهم وافعالهم امام الشعب الاردني العظيم.

فليخرج علينا اي مسؤول وليقل ان من يعيق الاصلاح هم فلان وفلان وعلان، اقسم انني ساكون من اوائل الخارجين للشارع من اجل اسقاطهم وحماية الوطن من شرورهم. أما الحديث حولهم مع الاكتفاء بالدعوات عليهم فهذا امر لا يجدي ولن يعيد البلاد الى سكة الاصلاحات الحقيقية ابداً.

ان كان مروان المعشر “لا يجرؤ” على التصريح باسماء هذه الثوى التي تعيق الاصلاح فمن الذي سيفضحهم؟؟ ومن الذي سيعريهم امام الشعب؟
وارجوكم، لا بل واتوسلكم الا تقولوا لي ان الشعب يعرفهم ويعرف اسماءهم، فانا جزء من هذا الشعب ولا اعرف سوى ان هذه الحكومة ومن سبقها لا تريد اصلاحا ولا ما يحزنون.

على احد ما ان يصحح لي خطأي ويرشدني الى الصواب
فهلا تكرمتم وفعلتم؟؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية