‎ملتقى الشباب، ان توقد شمعة

السبت 18 حزيران 2011

‎بقلم عاهد العدوان

تصوير: غفار

‎لا اريد ان اعطي انطباعا بان كل شيء سار على خير ما يرام وان الشباب الاردني الآن أصبح يقود مسيرة الاردن بإتجاه مستقبل أفضل. لن أطبل أو أزمر فأنا لا اجيد ذلك وبالمناسبة ذلك ليس مقياس الولاء والانتماء من وجهة نظري، لكن اريد ان انظر بتجرد إلى حقائق ثابتة وعلامات فارقة شكلها هذا التجمع الشبابي‫.


‎بداية، لا شك ان خطاب الملك اعطى فكرة عما يجول في خاطره بالنسبة للمستقبل القريب، يبدو ان السيناريو الافضل هو ان ينخرط الشباب الاردني وهم غالبية المجتمع بعملية بناء ايجابي على كافة المحاور، فالعمل التطوعي يشكل بداية صحيحة وسليمة لكل شخص يريد أن يقدم حلولا وان يصبح جزءاً من منظومة العمل الايجابي. العمل التطوعي يخلق رابط بين المكان والانسان والمشكلة وبالتالي يساعد المتطوع على ان يصبح جزءا من منظومة فهم المشكلة ومنظومة ايجاد الحلول. المحور الاخر هو محور الريادة، فالشباب المتعلم يملك افكار عديدة قد تكون نواة لمؤسسات وشركات تخلق منتجات وفرص عمل جديدة وتكون قاعدة صلبة لاقتصاد معرفي، وهنالك العديد من المبادرات التي تدعم ذلك مع تشجيعي لها للخروج الى المحافظات‫.‬ المحور الثالث وهو العمل السياسي والانخراط في  الاحزاب القائمة او تشكيل احزاب جديدة‫ تحكم مستقبلا.‬ كل هذة المحاور عندما تجتمع وتزخر بالشباب الاردني المتميز والمتعلم، تصبح قاعدة انطلاق مؤثرة  نحو التغيير الايجابي وبكافة الجوانب والذي لن يستطيع ان يقف بوجهه ايا كان، يعني، طريقة عقلانية للتغيير تبني على ما تم تحقيقة خلال تسعين عاما دون المس بمكتسبات استراتيجية مثل الامن، السلم والاستقرار الاجتماعي، والتطور المعرفي‫.

‎الامر الاخر المهم وهو حقيقة ان اي مجتمع مدني متطور يجب ان يمارس ويتدرب على الحوار والوصول الى استنتاجات وتوافقات ترسم طريق المستقبل دون ان يؤثر ذلك على التلاحم الاجتماعي، فالكل يعمل لاجل الاردن، نختلف دون ان يفسد ذلك للود قضية، الملتقى اسس لاسلوب عمل جديد لم يعهده الشباب على هذا الصعيد من التنوع الجغرافي والسياسي والاجتماعي،  عندما يجتمع خمسون شابا في قاعة واحدة ‫-‬ من اصل عشرين قاعة تعمل جميعا بنفس الوقت ‫-‬ يمثلون التنوع الاردني الجميل ويتحدثون بكل صراحة عن المشاكل والحلول، ويتكرر هذا على مدى يومين مع وجوه جديده كل مره، هذا بحد ذاته يخلق حالة جديدة من الوعي بمشاكل الاردن ومن كافة وجهات النظر ويؤسس لمرحلة لاحقة اكثر تطورا تتطلب كشرط سابق واساسي وجود اسلوب عمل مماثل ووعي على هذا المستوى من الشمولية‫.‬ المطلوب الان هو تعميم هذا النهج واسلوب التفكير على كافة المدارس والجامعات والمجتمع المدني حتى يصبح اسلوبا للحياة وليس فقط تكتيكا مرحليا‫.

‬‎لم يبادرني شك في يوم من الايام على ان مستقبلا رائعا ينتظر هذا الوطن، العمل مع الشباب الاردني يشكل حالة جميلة ورائعة من الرقي الفكري المتميز، وفي هذا الملتقى تجسد ذلك بالنقاشات التي كانت تدور حيث ان الصراحة والاحترام كانت العنصر الاكثر وضوحا وتحدث كثيرون بأمور لم نكن نتحدث عنها من قبل لاعتبارات كثيرة. أن يتحدث الانسان من قلبه بكل ما يجول في خاطره دون خوف ويتم النقاش بينه وبين من يختلفون معه بكل احترام، أليس ذلك مدعاة للتفاؤل بنقلة نوعية جديدة‫ ستجعل من الاردن بلدا يحترم فيه الجميع على اختلافهم؟ أليس ذلك هو اللبنة الاساسية الاولى للانطلاق نحو وضع صحي جديد؟


‎‫بالنسبة للتوصيات ومع انها كانت نتاج الجلسات الفرعية الا انني كنت اتمنى ان توزع كافة التوصيات على كافة المشاركين لدراستها في نهاية اليوم الثاني، ويخصص يوم ثالث للحوار بين الشباب على ترتيب هذه التوصيات – وتعديلها اذا لزم – بحسب الاولوية ومن ثم مناقشة آليات تطبيقها ومتابعتها مع تحديد جدول عمل حتى نعطي مصداقية اكثر للعملية و‬حتى تكون هذه سابقة يبنى عليها الثقة بأهمية الملتقيات في المستقبل‫ وتكون مدعاة للجميع لكي يشارك لإيمانه بجدوى المشاركة.

نهاية، ما اجمل الاختلاف بالرأي، لانه يرتقي بعقل الانسان، ويرتقي بالوطن.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية