أصوات أردنية حرة: ديمُقراطية وكُرَة

الإثنين 02 أيار 2011

رصد: حبر

“يعرف الأردنيون أنه ليس هناك معارضون أو معتقلون سياسيون يقبعون في السجون، و أن  رؤساء المعارضة تحميهم قوات الأمن، و أن قوات الأمن توزع علب الماء على المعتصمين في الميادين العامة في الأردن”، تلك جملة من الأسباب التي يعتقد عادل أنها وراء قُدرة الأردنيين على الاستمرار بالنهوض والازدهار في ظل ما يحصل في العالم العربي على الرغم من اختلاف أصولهم و أديانهم. بالنسبة لعادل، “يعرف الأردنيون أن القيادة الهاشمية الحكيمة وصوت العقل من الناس، صغيرهم و كبيرهم، هما طريق الأمان و الطمأنينة.” و لكن تعرقُل حركة الإصلاح في الأردن يأتي من أشخاص لا يؤمنون بحاجة الإصلاح اللحظية، على الرغم من إشارة  الملك  في عدة مقابلات تلفزيونية الى رغبته في تحقيق إصلاح ٍ “اليوم قبل الغد”.

بالنسبة لأحد المعلقين، “يجب علينا تعلم أساليب الحوار و المناقشة قبل تطبيق الديمقراطية، ذلك  بدليل النزاعات التي تحصل بين مرشحي انتخابات المجالس الطلابية في الجامعات عند خسارة أحدهم”. و لكن، “احترام التنوع هو الأهم ، وليست الديمقراطية” ما يردّ  به هيثم على كل من يعتقد بأن الشعب الأردني يجب عليه أن يتعلم ممارسة الديمقراطية أولا. برأيه ، أحد أسباب تعزيز أحادية التفكير لدى الشعب الأردني هو تركيز الأردن على التقدم المادي والاقتصادي و إهمال المساعي الإنسانية الأخرى الضرورية للتقدم الاجتماعي  مثل الفنون. “ينعكس هذا في النظام التعليمي الذي يفصل العلوم عن الآداب ليوصم كل من له نزعة أدبية، و ينتج خريجين حاصلين على شهادات في التفكير المحافظ و الضيق”.

و لكن بالنسبة لجواد فإن عدم تحقيق ديمقراطية كاملة في الأردن، واتفاقه مع الحكومة على مبدأ “لا ضريبة بلا تمثيل” و بالتالي “لا تمثيل بلا ضريبة”، يجعله يعقد مع الحكومة اتفاقية يتنازل فيها عن حقه في الترشح والتصويت في أي انتخابات بلدية ونيابية أو استفتاءات، وتتنازل فيها الحكومة عن حقها في تحصيل الضرائب. “الاتفاقية غير محددة بمدة ولكنها تنتهي تلقائيا في حالة تحوّل الأردن لديمقراطية كاملة غير منقوصة”، حيث أن جواد سيقبل دفع ضرائب في حال تطبيق مبدأ “من أين  لك هذا؟”، و تأكده بتخصيصها للتعليم والصحة وشبكة أمان اجتماعي “مش سفرات ومياومات وتقاعدات لأصحاب المعالي و أصحاب السعادة”.

تستغرب عُلا أنه في خضمّ موجة التغيير التي تأخذ المنطقة العربية  وتعزل ديكتاتوريها، ما زال هناك أُناس يبذلون من الجهد ما يشعل ثورة على نقاش سخيف حول مباراة قدم. “هي نوع من الترفيه… وأنت لا تبني حياتك حول الترفيه عادة” . توجه عُلا حديثها الى هؤلاء الذين يعتقدون أن حياتهم انتهت بمجرد خسارة فريقهم في مباراة. فتعتقد بأن “الولاء” كلمة كبيرة جدا ً لتنسب إلى  فريق كرة قدم، و خصوصا إذا  كان لا يتبع لبلدك و أن ” بيع أعلام فرق برشلونة، و مدريد في الشوارع بينما كانت الأعلام الأردنية هي السائدة في الأسبوع الماضي فيه شيء من الإهانة”. و هي تقول  لكل هؤلاء الذين يصرون على جعل مباراة كرة قدم المصدر الرئيسي لتحقيق الرضاء و تشتيتهم عن أمور أهم يريدون نسيانها في حياتهم:”  إحصلوا على حياة أو موتوا و أنتم تحاولون”.

لا تعتقد مي بأننا لا نستحق قليلا من المرح أحيانا ، و لكن هناك بعض الأمور التي تستحق أن نكتئب حولها أيضا. برأيها، فإن نزعة الأردنيين القوية نحو فرق الأندية الأوروبية هو “هروب من الواقع “.  لأن ما نشاهده على التلفاز على مدار الساعة من جرحى و تهديدات، و عدم قدرتنا على محاسبة من كان وراء مقتل أردني في آخر أحداث هزت الأردن يبعث في النفس الكآبة،   “فدعونا ندفن رؤوسنا في الرمال و نتظاهر بعدم وجود شيئ، و نهتف لمجموعة من لاعبي كرة بلدان لم يزورها معظمنا… لأن بفوزنا سنشعر و كأننا حققنا شيئا ما مرة أخرى”.

تهدف أصوات أردنية حرة إلى إلقاء الضوء على بعض مما يكتبه المدونون الأردنيون في فضاءات الإنترنت باللغتين العربية و الإنجليزية ليصل صدى أصواتهم إلى مسافات أبعد

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية