سياسة عدم التطبيع، إلى أين؟

الثلاثاء 26 نيسان 2011

بقلم جليل اللبدي

اشكر بدايه الأخت زينه ابو عناب والاخ رامي ابو جباره على فتحهم لموضوع التطبيع الذي هو بلا شك موضوع لطالما كان شائكا.
دفاع مسرح البلد عن انشطته كان لازما ومشروعا، لكن ما اريد التطرق اليه هو كيفية فهمنا للتطبيع وكيفية تطبيقنا لهذا الفهم.

في مقالته انطلق الاخ رامي من مبدأ اعتبره بديهيا ألا وهو ان كل من يتعامل مع الاسرائيلين وبالاخص اليهود منهم فهو مطبع وبالتالي فهو متعاون مع الناس الذين اغتصبوا ارضنا. حسب هذا المنطق فهل كل فلسطينيي الداخل او ال٤٨ مطبعون؟ بنفس المنطق هل كان صلاح الدين الايوبي الذي عرف بتعامله مع ريتشارد قلب الاسد، بل وقام بارسال طبيبه الخاص اليه عندما مرض رغم محاربته الصليبيين دون هواده لانهم هم ايضا كانوا قد اغتصبوا ارضنا، مطبع؟

ماذا نخشى من التطبيع؟ ألم ندشن مبدأ مقاومة التطبيع بغرض عزل الاسرائيليين ونزع الشرعية عنهم من اجل الضغط عليهم؟ منذ متى ونحن نتبع نفس التكتيك؟ ممنوع ان نتكلم اليهم، العمل معهم، السفر الى بلادنا، ممنوع العمل مع أي شخص او مؤسسه تعمل معهم. هل من المشروع ان اطرح سؤالا؟ الى ماذا أدت سياساتنا التي قصدنا بها عزلهم؟ هل أدت الى عزلهم عن العالم؟ هل أدت الى منع العالم من العمل معهم؟ هل ادت الى منع تطورهم التكنولوجي والعلمي؟

فليكن واضحا الى انني لا ادعو هنا الى وجوب التعامل مع احد، فالهدف هنا الحوار لنتذكر اهدافنا الرئيسيه ونعمل من اجلها بغض النظر عن الايدولوجيات المصنوعة مسبقا.

بمجرد التأمل فيما آل اليه مصير ذاك القسم من ابناء شعبنا الذين بقوا في منازلهم في عام ١٩٤٨ والذين يضطرون الى التعامل مع العدو يوميا، يذهلني مدى تشبثهم بهويتهم العربيه الفلسطينيه. هناك فنانون تشكيليون، موسيقيون، شعراء، مفكرون وفلاسفه من مختلف المذاهب الفكريه ما يضاهي في عددهم و نوعيه انتاجهم الثقافي ما يخرج من الامه العربيه (المحرره) اجمع! انهم يصونون هويتهم يوميا ويطورونها من خلال التعامل مع العدو. لماذا اذن نحن هنا خائفون من مجرد فكرة ان مؤسسة مثل مسرح البلد تتلقى دعما من مؤسسات لديها تواصل مع اسرائيليين؟ انحن خائفون من ان توصل الينا هذه المؤسسات اجنده خفيه من خلال النشاطات التثقيفيه التي تعرضها للناس؟ من ان تسلب منا هويتنا؟ ان تجعلنا نقاوم (اقل)؟

ما اريد الوصول اليه هو اننا لا يجب ان نخشى العدو ولا يجب ان نختبئ منه. فهل الشعب الفلسطيني او العربي ضعيف لدرجه انه يتلقى فقط؟ الا نتوقع انه يمكن للعرب ان يتعاملوا بجدليه مع ما يقدم لهم؟ او ليس الهدف هو ايضا المقاومه الفكريه والثقافيه؟ كيف تكون هذه المقاومه حين نختبئ فور ظهور مجرد شك بالعلاقه ولو البعيدة بأي شيء اسرائيلي؟

صلاح الدين الذي نتغنى بامجاده اليوم لم يختبئ يوما، بل تعامل مع عدوه وحاربه بنفس الوقت.

نهايه اتمنى ان لا يظن من كل ما سبق اني ادعوا للانفتاح الكامل والتعامل بدون قيد او شرط. كل ما ادعو اليه هو عدم الخوف والاختباء من العدو واعاده النظر في اساليب تعاملنا معه بغرض الوصول الى الاهداف.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية