ما حدا قاري ورق

الأربعاء 30 آذار 2011

بقلم هاشم الزيود

ابو علي احد رؤساء الاقسام في إحدى المؤسسات الحكومية يتصف بالأناقة والهدوء، يضع دبوساً مذهبا للتاج الملكي على صدره من جهة اليسار وهو مشهور بين زملائه بذلك، لانه يقوم باستبداله بين الحين والاخر بدبوس على شكل علم الاردن، واحيانا صورة مصغرة لجلالة الملك او خارطة الاردن اولا، يسدل شماغ مهدب احمر اللون على كتفه صيفاً وشتاءاً، وما ان تدخل مكتبه حتى تلاحظ اسمه محفور على مقدمة مكتبه بالخط الفارسي المزركش وقد انتصب خلفه ساريتين لعلم الاردن تكاد تلامس السقف، بينما تكون صورة جلالة الملك عبد الله وجلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال والامير الحسين بن عبد الله قد غطت الجدار المواجه للباب وعلى الجهة الاخرى صورة للأشراف الهاشميين وخلفهم الاقصى الشريف.

مشهور ايضا بوطنيته العالية وبحبه للأردن والملك، يثور يغضب كبركان اذا ما قرأ خبر او سمع تعليقا يمس الاردن من قريب او بعيد، حتى أن البعض يتهمه بالعنصرية لشدة تسرعة بإصدار الاحكام وتكفير من ينتقد الاردن.

أبو علي يخالف جميع زملائه الموظفين فعلى الاغلب تسمع صوت فيروز كل صباح ينطلق من مختلف المكاتب بينما من مكتب ابو علي لا بد ان تسمع اغاني واهازيج وطنية دائما، ولم تتوقف هذه الاغاني إلا بغياب ابو علي او انقطاع الكهرباء عن حاسوبه.

يشارك بكل المسيرات المؤيده ويوقع على كل العرائض المليونية الداعمة لمسيرة الوطن يحفظ معظم القصائد يردد اغلب الأقوال يتابع جميع الاخبار والزيارات ويحتفظ بنسخ من كل التصريحات العربية والعالمية. واذا ما رن هاتفه فنغمة وطنية هي العنوان واذا ما اتصلت به فأغنية وطنية هي الإنتظار، وتتبدل بين الحين والاخر صورة لجلالة الملك بملابسه العسكرية خلفية لموبايله وشاشة توقف لحاسوبه، وشعار المملكة يزين ساعة يده الدائرية.

وبينما ابو علي يتجول في احد الاسواق الكبيرة وإذ بصورة نادرة لجلالة الملك عبد الله التقطها المصور يوسف علان تمثل عفوية جلالة الملك قياسها متر في نصف متر، فتقدم من البائع وسأل عن ثمنها فأجابه البائع انها بـ 25 دينار فقط فوافق ابو علي ودفع ثمنها فورا دون تردد، وقال للبائع ارجوك حرر لي فاتورة باسم المؤسسة الفلانية ولكن اجعل السعر 80 دينار … ما حدا قاري ورق …

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية