أصوات أردنية حرة : انتماءات

السبت 12 آذار 2011

رصد: حبر

أشعل التصاعد في خطاب الهوية، الولاء و الإنتماء أكان تحت قبب البرلمان أم في الشوارع و المظاهرات فتيل المدونين و المدونات الأردنية.

“هي لحظات تتطلب وقفة قيادية لا يستطيع أحد غير الملك ذاته أن يقفها ليوضح للشعب بأن” كل أردني هو أردني مخلص، و أن النقد البناء للنظام ما هو إلا دلالة على مواطنة صالحة تهتم لمستقبل هذا البلد”. قلقٌ نسيم من ظاهرة مسيرات الولاء للملك التي خرجت بعد انطلاق المسيرات المطالبة بإصلاح النظام في الأردن. “خلق ظهور هذه المجموعة تشعبا في الطريق، فقُسم السكان الى مجموعتين : هؤلاء الذين يعلنون ولائهم للملك، و آخرين ناقدين للوضع في البلاد، و بحكم طبيعة وجود المجموعة الأولى، تم تصنيف الأخرى بالاموالين”. فبالإضافة الى خرقهم للقانون بنصبهم صور للملك دون رخص، يعتقد نسيم بأن هذا التطور سيُنتج  تداعيات كارثية على سكان ما زالوا يعانون من سؤال الهوية الوطنية في الأردن.

“أليس هؤلاء ضد الدولة وضد الشعب وضد الملك..؟” يتساءل محمد في ظل مبالغة الإعلام  في تغطية مسيرات المولاة بالمقارنة مع المسيرات المطالبة بالإصلاح، و في ظل تناقض شعاراتهم و تصريحات الناطقين باسمهم أمثال النواب مع إرادة الملك الإصلاحية.

“يقول الملك انه يريد تنمية سياسية وحياة حزبية، ويوعز للحكومة بتعديل قانون الأحزاب ومنح موازنات مالية لها لتشجيعها، وانتخابات على أسس سياسية برامجية فيرد “تجمع الموالاة” :”الشعب يريد إسقاط الأحزاب””.

“يدافع الملك عن الدولة، ويريد أن يبنى دولة ديمقراطية فيرد هؤلاء بأساليب غوغائية وهمجية ويضعون “الشعب ضد الشعب”.

بالنسبة لمحمد فإن تصريحات بعض النواب تحت قبة البرلمان بوقف المظاهرات السلمية بالقوة هي “تعديا على “الدولة” وعلى وجودها ودورها وعدم الثقة بأجهزتها”. و هو أيضا مُنعكس في ترديد  هؤلاء :”يا ابو حسين لا تهتم نحنا شرابين الدم”،فيتساءل محمد، “هل يحتاج أبو حسين والدولة لشرابين دم في عصر حقوق الانسان وفي دولة حرصت دوما ان لا يراق على جوانبها الدم”؟.

“جدي كان جندي في جيش بلدي …يرتدي الشماخ الاحمر في جيشي …والحطة البيضاء في بيت جدتي…..” تتحسر سوزان على بلد أصبحت تجهله خصوصا عندما قارنت ما صرّحهُُ النائب الكوز، بما كان يرويه جدها لها أثناء خدمته في الجيش الأردني.”لم يجد من يقل له انك غير وطني …نعم جدي كان يجلس ويحدثني عن بطولات الهلالي …كان يقول لي كنا سباع يا سيدي ما نهاب الموت حتى لو كان في اطراف ليلي ….نعم انه جدي…استغرب إن عاش جدي …ورأى الكوز يفتح الجسر الذي لا يعرفه من ولد في بلدي …هل كان سيقول عفارم يا أخي!!”

أما عمر فيعتقد بأن تصريحات النائب الكوز و غيره من النواب سببها “أن الكوز و إخوانه يعلمون أنه لا مكان لهم في أردن ديمقراطي في متسع من الحرية والشفافية و هم حقيقة الأمر يدافعون عن مكتسباتهم التي يتمتعون بها في هذا الوضع.”

“هل نختار لغة تخنق أحيانا من قدراتنا؟ هل تضلل الكلمات توقعاتنا و تحرف احتياجاتنا، بالتالي تضلل أعمالنا؟” تتسائل نادين عن سبب تمسكنا بمفردات مثل “الإصلاح” ، و “الأجندات” عند التحدث عن التغيير في الأردن والتي تعِبت منها الشعوب، و نمت حولها مشاعر التشكيك و عدم الثقة.”فمثلا صاحبت الأجندة الوطنية مشاعر المؤامرة، فانبثقت أسئلة مثل من هم الذين طوروا الأجندة و هل هم ممثلين لكافة إحتياجات البقية؟ من هم المستشارون الأجانب الذين عملوا عليها؟”. بالنسبة لندين فإن المعاني الحائمة حول كلمة “أجندة” قتلت الأجندة الوطنية قبل أن يفعل أولائك الذين كان عليهم قراءتها. فبدلا من إصلاح ما لا يمكن إصلاحه ، تقترح نادين أن نفتح المجال لمفردات أخرى مثل “ميثاق” أو “خطة عمل” بدلا من”أجندة”، أو “ثورة فكرية” بدلا من “إصلاح”.

تهدف اصوات أردنية حرة إلى إلقاء الضوء على بعض مما يكتبه المدونون الأردنيون في فضاءات الإنترنت باللغتين العربية و الإنجليزية  ليصل صدى أصواتهم إلى مسافات أبعد.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية